لقد زار الرحالة ابن جبير مدينة دمشق في سنة 580 هجرية، وعند كلامه عن مشاهد ومزارات أهل البيت (ع) في دمشق، أشار إلى انتشار الشيعة بمختلف فرقهم ومذاهبهم في بلاد الشام، ثم زوّدنا بمعلومات عن طائفة عُرفت بالنبوية، كانوا يقومون بقتل الشيعة. وإليكم نص ما قاله ابن جبير في رحلته (ط دار صادر، ص252): «وسلّط الله على هذه الرافضة طائفة تُعرف بالنبويّة، سُنّيون يَدينون بالفتوّة وبأمور الرجولة كلها. وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يُحزّمونه السراويل فيُلحقونه بهم، ولا يرون أن يَستَعدي أحد منهم في نازلة تنزل به، لهم في ذلك مذاهب عجيبة. واذا أقسم أحدهم بالفتوّة برّ قَسَمَه. وهم يقتلون هؤلاء الروافض أينما وجدوهم. وشأنهم عجيب في الأنفة والائتلاف.» ولم يفدنا ابن جبير بشيء آخر عن الطائفة النبوية.
ومن جهة أخرى، أشار ابن جبير أيضاً في رحلته (ص224-225) عند كلامه عن قرية "الباب" 1، إلى وقوع مجزرة كبيرة، ارتُكبت بحق أتباع الفرقة الإسماعيلية في القرية المذكورة، وتفصيل ذلك أنه: «... كان يعمرها [يعني قرية الباب] منذ ثماني سنين قوم من الملاحدة الإسماعيلية لا يحصي عددَهم إلا الله، فطار شرارهم، وقطع هذه السبيل فسادُهم وإضرارهم، حتى داخلت أهل هذه البلاد العصبيّة، وحرّكتهم الأنفة والحمية، فتجمّعوا من كلّ أوب عليهم، ووضعوا السيوف فيهم، فاستأصلوهم عن آخرهم، وعجّلوا بقطع دابرهم، وكُوّمت بهذه البطحاء جماجمهم، وكفى الله المسلمين عاديتهم وشرّهم، وألحق بهم مكرهم، والحمد لله ربّ العالمين! وسكّانها اليوم قوم سُنّيون.»
هذا وقد زوّدنا المؤرخ سبط ابن الجوزي (ت 654هـ) بنصّ مهمّ يتضمّن تفاصيل أخرى حول مجزرة "الباب"، يظهر منه أن "الطائفة النبوية" هم الذين قاموا بهذه المجزرة، وذلك في بداية أيام حكم صلاح الأيوبي على بلاد الشام. فقد ذكر السبط في تاريخه "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان" (ط دار الرسالة العالمية، ج21، ص231) في حوادث سنة 570 هجرية ما نصّه: «وفيها وصلت النبويّة من العراق في عشرة آلاف فارس وراجل، فنزلوا بُزاعة والباب، فقتلوا ثلاثة عشر ألفاً من الإسماعيلية، وسبوا نساءهم وذراريهم، وعادوا إلى العراق، ومعهم الغنائم، والرؤوس على رماحهم، وعلى القصب عشرون ألف أُذُن. وبعث صلاح الدين العساكر، فأغاروا على بلاد الإسماعيلية، وأحرقوا سرمين ومعرّة مصرين و[ضياع] جبل السُّمّاق، وقتلوا معظم أهله.» ونرى أن هذه المجزرة حدثت تحت رعاية صلاح الدين، ضمن غاراته وهجماته على الإسماعيلية في مدنهم وقراهم في بلاد الشام.
ومن جهة أخرى، أشار ابن جبير أيضاً في رحلته (ص224-225) عند كلامه عن قرية "الباب" 1
قرية الباب هي اليوم مدينة، وهي مركز منطقة تتبع إدارياً لمحافظة حلب، وتبعد عن مدينة حلب نحو 38 كم إلى الشمال الشرقي منها. وكان قد زارها ابن جبير قبل وصوله إلى دمشق، في نفس السنة ـ أي 580 هجرية ـ.
هذا وقد زوّدنا المؤرخ سبط ابن الجوزي (ت 654هـ) بنصّ مهمّ يتضمّن تفاصيل أخرى حول مجزرة "الباب"، يظهر منه أن "الطائفة النبوية" هم الذين قاموا بهذه المجزرة، وذلك في بداية أيام حكم صلاح الأيوبي على بلاد الشام. فقد ذكر السبط في تاريخه "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان" (ط دار الرسالة العالمية، ج21، ص231) في حوادث سنة 570 هجرية ما نصّه: «وفيها وصلت النبويّة من العراق في عشرة آلاف فارس وراجل، فنزلوا بُزاعة والباب، فقتلوا ثلاثة عشر ألفاً من الإسماعيلية، وسبوا نساءهم وذراريهم، وعادوا إلى العراق، ومعهم الغنائم، والرؤوس على رماحهم، وعلى القصب عشرون ألف أُذُن. وبعث صلاح الدين العساكر، فأغاروا على بلاد الإسماعيلية، وأحرقوا سرمين ومعرّة مصرين و[ضياع] جبل السُّمّاق، وقتلوا معظم أهله.» ونرى أن هذه المجزرة حدثت تحت رعاية صلاح الدين، ضمن غاراته وهجماته على الإسماعيلية في مدنهم وقراهم في بلاد الشام.
- قرية الباب هي اليوم مدينة، وهي مركز منطقة تتبع إدارياً لمحافظة حلب، وتبعد عن مدينة حلب نحو 38 كم إلى الشمال الشرقي منها. وكان قد زارها ابن جبير قبل وصوله إلى دمشق، في نفس السنة ـ أي 580 هجرية ـ.
چهارشنبه ۱۱ آذر ۱۳۹۴ ساعت ۱۰:۲۴
نمایش ایمیل به مخاطبین
نمایش نظر در سایت
۲) از انتشار نظراتی که فاقد محتوا بوده و صرفا انعکاس واکنشهای احساسی باشد جلوگیری خواهد شد .
۳) لطفا جهت بوجود نیامدن مسائل حقوقی از نوشتن نام مسئولین و شخصیت ها تحت هر شرایطی خودداری نمائید .
۴) لطفا از نوشتن نظرات خود به صورت حروف لاتین (فینگلیش) خودداری نمایید .