آخرین نوشته ها
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۸۱٫۴۹۵ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۱۲ نفر
تعداد یادداشت ها : ۳۵
بازدید از این یادداشت : ۹۷۱

پر بازدیدترین یادداشت ها :
مشهد النارنج، أو مسجد النارنج، أو مسجد الحجر ـ باختلاف الأقوال ـ يُعدّ من المزارات القديمة للشيعة في دمشق، وقد عفا عليه الزمن ولم يعد له أثر في الوقت الحالي. ولا نعلم بدقة تاريخ بناء هذا المشهد وعامل ظهوره، ولكن ما نطمئن إليه هو أنه كان موجوداً منذ منتصف القرن السادس الهجري، حيث أشارت إليه المصادر التاريخية لهذا العصر.

فقد أشار إليه المؤرخ الدمشقي الكبير ابن عساكر (ت ۵۷۱هـ) في تاريخ مدينة دمشق (ط دار الفكر، ج ۲، ص ۳۲۱) وقال عنه: «مسجد الحجر ويعرف بمسجد النارنج قبلة المصلى، من شرقيه، كبير، فيه بئر وسقاية، وله منارة.» ويظهر من هذا الوصف أن موقع المسجد كان في "ميدان الحصى" جوار جامع باب مصلى، أو مصلى العيدين بدمشق قديماً، إلى الجنوب الشرقي منه. وهذا الجامع يقع اليوم في شارع السويقة، إلى الشمال من ساحة باب مصلى.

كما ذكره علي بن أبي بكر الهروي (ت ۶۱۱هـ) في كتابه الإشارات إلى معرفة الزيارات (تحقيق: جانين سورديل ـ طومين، ص ۱۳) باسم «مشهد النارنج» وأضاف: «وبه حجر مشقوق، وله حكاية مع علي بن أبي طالب»، ولم يذكر الحكاية، للأسف.

ويبدو لنا أنه المشهد الذي عناه ابن شهرآشوب (ت ۵۸۸هـ) في مناقبه (تحقيق: يوسف البقاعي، ج ۲، ص ۲۲۸) بـ«مشهد الصخرة في الشام».

أما الرحالة ابن جبير (ت ۶۱۴هـ) فيقدّم لنا صورة جيدة عن هذا المشهد، في معرض كلامه عن مشاهد أهل البيت التي بناها الشيعة في دمشق، حيث يقول في رحلته (ط دار المشرق العربي، ص ۲۱۶-۲۱۷): «ومن أحفل هذه المشاهد مشهد منسوب لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وقد بُني عليه مسجد حفيل رائق البناء، وبإزائه بستان كلّه نارنج، والماء يطّرد فيه من سقاية معينة. والمسجد كلّه مستور معلّقة في جوانبه صغار وكبار. وفي المحراب حجر عظيم قد شُقّ بنصفين والْتُحم بينهما ولم يَبنِ النصف عن النصف بالكلية، يزعم الشيعة أنه انشقّ لعلي، رضي الله عنه، إما بضربة سيفه أو بأمر من الأمور الإلهية على يديه. ولم يُذكَر عن علي، رضي الله عنه، أنه دخل قطّ هذا البلد، اللهم إلا إن زعموا أنه كان في النوم، فلعلّ جهة الرؤيا تصحّ لهم إذ لا تصحّ لهم جهة اليقظة، وهذا الحجر أوجب بنيان هذا المشهد.»

ويظهر مما ذكره المقريزي (ت ۸۴۵هـ) في معرض كلامه حول تنازع تقي الدين ابن تيمية (ت ۷۲۸هـ) مع أهل دمشق ـ كما سيمر معنا ـ أن بعض الآثار الموجودة في الحجر الموجود في المشهد، اعتُبرت في فترة من الفترات أثر قدم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما ورد اسم "مسجد النارنج" في أخبار القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي، مما يدل على بقائه إلى هذا التاريخ، حيث دُفن بتربته عدد من شيوخ الطريقة الكواكبية، إحدى الطرق الصوفية بدمشق في القرن الثاني عشر، كالشاعر الصوفي الشيخ عبد الرحمن الموصلي (ت ۱۱۱۸هـ)، وابنه الشيخ أحمد، وحفيده الشيخ أسعد بن أحمد. (انظروا: يوميات شامية، محمد بن كنّان الصالحي، تحقيق: أكرم حسن العلبي، صص ۱۰۵ و ۱۸۷ و ۲۵۸.)

أما فيما يتعلق بموقف ابن تيمية من هذا المشهد، فقد ذكر المقريزي ضمن أخبار سنة ۷۰۴ هـ / ۱۳۰۴ م، أنه: «قدم البريد من دمشق بأن تقي الدين أحمد بن تيمية تنازع مع أهل دمشق في الصخرة التي بمسجد النارنج، بجوار مصلى دمشق، وأن الأثر الذي بها هو قدم النبي (ص)، وأن ما يفعله الناس من التبرك به وتقبيله لا يجوز، وأنه مضى بالحَجّارين، وقطَع الصخرة في سادس عشر رجب، وقد أنكر عليه الناس ما فعله.» (كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق: محمد مصطفى زيادة، ج ۲، ق ۱، ص ۸-۹).

وبناءً على ذلك، يمكننا أن نعتبر ما فعله ابن تيمية، سابقة لما يقوم به الآن أتباعه من الوهابية والسلفية، من هدم وتدمير واسع لمقدسات المسلمين ومزاراتهم الدينية في مختلف البلدان الإسلامية.
دوشنبه ۲۹ دي ۱۳۹۳ ساعت ۱۲:۱۵
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت