أسرة الشيخ مهنا هي أسرة صوفية نشأت من بلدة "الفوعة" الشيعية (الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة إدلب السورية)، ومصدرنا الرئيس لمعرفة مشايخ هذه الأسرة هو تاريخ ابن الوردي، حيث ترجم لهم هذا المؤرخ ضمن حوادث ووفيات سنة 736هـ (ط المطبعة الحيدرية بالنجف الأشرف، 1389هـ 1969م، ج 2، ص 446-448). وفيما يلي نقدّم ما وجدنا من المعلومات حول مشايخ هذه الأسرة في تاريخ ابن الوردي والمصادر الأخرى:
1
1
- الشيخ مهنا بن كوكب الفوعي (ت 684هـ)
ترجم له ابن الوردي عند ترجمة حفيده الشيخ مهنا بن إبراهيم (ت 736هـ)، وذلك بقوله: «كان جده مهنا الكبير من عبّاد هذه الأمة، وترك أكل اللحم زماناً طويلاً لما رأى من اختلاط الحيوانات في أيام هولاكو لعنه الله، وكان قومه على غير السنة فهدى الله الشيخ مهنا من بينهم وأقام مع التركمان راعياً ببرية حران، فبورك للتركمان في مواشيهم ببركته وعرفوا بركته، وحصل له نصيب من الشيخ حياة بن قيس بحران وهو في قبره وجرت له معه كرامات، فرجع مهنا إلى الفوعة وصحب شيخنا تاج الدين جعفر السرّاج الحلبي وتلمذ له وانتفع به وصرفه مهنا في ماله وخلفه على السجادة بعد وفاته، ودعا إلى الله تعالى، وجرت له وقائع مع الشيعة وقاسى معهم شدائد وبعد صيته وقصد بالزيارة من البعد، وجاور بمكة شرفها الله تعالى سنين ثم بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وجرت له هناك كرامات مشهورة بين أصحابه وغيرهم، منها أن النبي (ص) رد عليه السلام من الحجرة وقال: وعليك السلام يا مهنا. ثم عاد إلى الفوعة وأقام بها إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى في المحرم سنة أربع وثمانين وستمائة.»
وقال في موضع آخر: «ولو ذكرت تفاصيل سيرة الشيخ مهنا الكبير وأولاده وأصحابه وكراماتهم لطال القول، والله تعالى أعلم.»
أما شيخه تاج الدين جعفر السرّاج الحلبي، والذي خلّفه الشيخ مهنا على السجادة، فقد ترجم له أيضاً ابن الوردي بما يلي ضمن وفيات سنة 649هـ (ج 2، ص 270): «وفيها توفي الشيخ تاج الدين جعفر بن محمود بن سيف الحلبي المعروف بالسرّاج، صاحب الكرامات الخارقة والأنفاس الصادقة، في العشر الآخر من شعبان بحلب، ودفن بمقابر الصالحين، ... صحب الشيخ جعفر المذكور الشيخ شهاب الدين السهروردي، وروى عنه عوارف المعارف، وتخرّج به خلق من أعيان الصلحاء مثل الشيخ مهنا بن كوكب الفوعي، ومثل شيخنا عَبَس 1
في طبعة النجف: "عيش"، وهو خطأ. والشيخ عبس السرجاوي هو شيخ صوفي، لا تزال تربته قائمة في بلدة "سرجة" التي تقع على بعد 17 كم إلى الجنوب من مدينة إدلب.
وأحبها وأحب منزلها الذي
نزلت به وأحب أهل المنزل
وحكي عنه أنه جاور في مغارة بالكفر الملاصق للبارة، وكان بالمغارة جب فكان كلما ختم ختمة ألقى في الجب حصاة حتى طم الجب بالحصى. ومحاسنه وزهده وكراماته مشهورة بين أصحابه. والله أعلم.»
2- الشيخ إبراهيم بن الشيخ مهنا (ت 716هـ)
وهو خليفة أبيه في التصوف، وقد أورد ترجمته ابن الوردي بعد ترجمة أبيه، حيث قال: «وجلس بعده على سجادته ابنه الشيخ إبراهيم، فسار أحسن سيرةً ودعا إلى الله تعالى على قاعدة والده، ورجع من أهل بلد سرمين خلق إلى السنة، وقاسى من الشيعة شدائد، وسببه قتل ملك الأمراء بحلب يومئذ سيف الدين قبجق الشيخ الزنديق منصوراً من "تار"، وجرت بسبب قتله فتن في بلد سرمين. ولم يزل الشيخ إبراهيم على أحسن سيرة وأصدق سريرة إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى في ذي الحجة سنة ست عشرة وسبعمائة.»
ومن كرامات إبراهيم بن مهنا ما ذكره ابن الوردي من أن الشيخ محمد بن نبهان الجبريني (ت 744هـ) أخبره بها: «حضرتُ بالفوعة غسل الشيخ إبراهيم بن مهنا لما مات، وقرأنا عنده سورة البقرة وهو يغسل، فلما وصلنا إلى قوله تعالى: ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) رفعنا أيدينا للدعاء، فرفع الشيخ براهيم يديه معنا للدعاء وهو ميّت على المغتسل.»
ومن كرامات إبراهيم بن مهنا ما ذكره ابن الوردي من أن الشيخ محمد بن نبهان الجبريني (ت 744هـ) أخبره بها: «حضرتُ بالفوعة غسل الشيخ إبراهيم بن مهنا لما مات، وقرأنا عنده سورة البقرة وهو يغسل، فلما وصلنا إلى قوله تعالى: ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)) رفعنا أيدينا للدعاء، فرفع الشيخ براهيم يديه معنا للدعاء وهو ميّت على المغتسل.»
3- الشيخ إسماعيل بن الشيخ إبراهيم (ت 732هـ)
وهو خليفة أبيه في الطريقة، وقد ترجم له ابن الوردي بعد ترجمته لأبيه وقال عنه: «وجلس بعده على سجادته ابنه الشيخ الصالح إسماعيل ابن الشيخ إبراهيم بن القدوة، فسار أحسن سيرة وقاسى من الشيعة غبوناً، ولم يزل على أحسن طريقة إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى في ثامن صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة.»
4- الشيخ مهنا بن الشيخ إبراهيم (ت 736هـ)
وقد خلّف أخاه في التصوف، وترجم له ابن الوردي بما يلي:
«وجلس بعده على السجادة أخوه لأبويه الشيخ الصالح مهنا بن إبراهيم بن مهنا، إلى أن توفي في خامس عشر شوال سنة ست وثلاثين وسبعمائة كما مر، وتأسف الناس لموته فإنه كان كثير العبادة حسن الطريقة عارفاً، ...، وكان شيخنا عبس يحب مهنا هذا محبة عظيمة ويعظمه ويقول عنه: مهنا مهنا، يعني أنه يشبه في الصلاح والخير جده. وهم اليوم ولله الحمد بالفوعة جماعة كثيرة وكلهم على خير وديانة، وقد أجزل الله عليهم المنة وجعلهم بتلك الأرض ملجأ لأهل السنة.»
ثم ذكر ابن الوردي أنه رثى الشيخ مهنا بن إبراهيم بقصيدة طويلة، وهي موجودة بتمامها في ديوانه المطبوع (ديوان ابن الوردي، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، القاهرة، دار الآفاق العربية، ط 1، ص 193-194)، فننقلها هنا حرفياً:
«وجلس بعده على السجادة أخوه لأبويه الشيخ الصالح مهنا بن إبراهيم بن مهنا، إلى أن توفي في خامس عشر شوال سنة ست وثلاثين وسبعمائة كما مر، وتأسف الناس لموته فإنه كان كثير العبادة حسن الطريقة عارفاً، ...، وكان شيخنا عبس يحب مهنا هذا محبة عظيمة ويعظمه ويقول عنه: مهنا مهنا، يعني أنه يشبه في الصلاح والخير جده. وهم اليوم ولله الحمد بالفوعة جماعة كثيرة وكلهم على خير وديانة، وقد أجزل الله عليهم المنة وجعلهم بتلك الأرض ملجأ لأهل السنة.»
ثم ذكر ابن الوردي أنه رثى الشيخ مهنا بن إبراهيم بقصيدة طويلة، وهي موجودة بتمامها في ديوانه المطبوع (ديوان ابن الوردي، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، القاهرة، دار الآفاق العربية، ط 1، ص 193-194)، فننقلها هنا حرفياً:
اسألِ الفوعةَ الشديدةَ حزْنا
عن مُهنّا هيهات أين مُهنّا
أين زين البلادِ عَينُ البرايا
شيخُ أهل الزمان لفظاً ومعنى
أين من كان أبهجَ الناس وجهاً
فَهْوَ أسمى مِن البدورِ وأسنى
أين حلفُ الصلاةِ والصومِ زهداً
مَن على مثلِهِ الخناصرُ تُثنى
أين شيخي وقدوتي وصديقي
وحبيبي وكلُّ ما أتمنى
وأشدُّ الصحابِ عوناً وأوفا
هم وقاراً وأضحكُ الناسِ سنّا
يا لها من رَزيّةٍ ووفاةٍ
طبقَتْ بالمصابِ سهلاً وحزنا
كيفَ لا يعظمُ المصابُ لصدرٍ
نحنُ منهُ مودة وَهْوَ منّا
جعفريّ السلوكِ والوضعِ حتى
قال عَبْسٌ عنهُ مُهنّا مهنّا
أيُّ قلبٍ بهِ ولوْ كان صخراً
ما يحاكي الخنساءَ نوحاً وحزنا
أذكرَتْنا وفاتُه بأبيه
وأخيه أيامَ كانوا وكنّا
مِن عظيمِ البلاءِ فقدُ عظيمٍ
كان للساكنين ذُخراً ورُكْنا
أصبح القلبُ بعدَه في جحيم
وَهْوَ حَبْرٌ في جنةٍ يتثنى
يا عيوني لم تنظري كمهنا
أسعديني بمدمعٍ ليس يفنى
أظلمْتَ بعدَهُ البلاد وقالتْ
ما بَقِيْ مَنْ يُقيمُ للزهدِ وَزنا
يا مهنّا أنا المنغَّصُ وَحْدي
لا بَلِ العالمونَ إنساً وجِنّا
فسأبكيكَ ما حييتُ وحقي
أنني لا أقرُّ بعدَكَ جَفْنا
يا دفيناً قبلي ولو كان هذا
باختياري لكنْتُ قبلَكَ دَفْنا
ليتني متُّ قبلَ هذا فإني
حاملٌ فيكَ ما شجاني وأضنى
سيدي أنت كنتَ تُؤْثِرُ هذا
زالَ ذاكَ الأذى وفارقْتَ سجنا
ولقيتَ الكريمَ والمرتجى مِنْ
فضله أنْ تنالَ ما تتمنى
فاذكر العهدَ واحتفلْ بصديقٍ
حسَّن الظنَّ فيكَ لا خابَ ظنّا
قدَّسَ اللهُ سرَّ قبرِ مهنا
فَهْوَ مِنْ أطيبِ البقاعِ وأهنا
وسَقى قبرَ جدّه وأبيهِ
وأخيهِ غيثاً تبسَّمَ مزنا
ورعانا بجاههم وحمانا
بحماهُمْ وبدّلَ الخوفَ أمنا
هذا وقد ترجم للشيخ مهنا أیضاً، ابن حبيب الحلبي (ت 779هـ) ضمن حوادث سنة 736هـ (المنتقى من درة الأسلاك في دولة ملك الأتراك، تحقيق: عبد الجبار زكّار، ص 134)، وذلك بقوله:
«وفيها توفي الشيخ أبو الفضل مهنا ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن مهنا الفوعي. عارف يستاف عرف ندّه، ويقتدي بآثار أبيه وجدّه، وعابدٌ يلازم الصلاة والصوم، ولا يخرج في الفعل والقول عن طريق القوم، مقصوداً للتبرك والزيارة، معتمداً عليه في استخراج الرأي والإشارة، كان جدّه ذا أحوال وكرامات، ومقالات ومقامات، صحب جعفر السرّاج، واستضاء بسراجه الوهّاج، وخلفه من بعده مجتدياً من بحر علمه، مهتدياً بنجم سعده، وكانت وفاته بالفوعة من عمل حلب عن [أربع وثمانين] سنة تغمده الله برحمته.»
وقد عرفنا أن من أصحاب الشيخ مهنا، هو إبراهيم بن عيسى بن عبد السلام (ت 739هـ)، والذي ترجم له ابن الوردي أيضاً في تاريخه ضمن وفيّات سنة 739هـ (ج 2، ص 465) بما يلي: «وفيها في أوائل رجب توفي بمعرة النعمان ابن شيخنا العابد إبراهيم بن عيسى بن عبد السلام، كان من عباد الأمة ويعرف الشاطبية والقراءات وله يد طولى في التفسير وزهادته مشهورة، كان أولاً يحترف بالنساجة ثم تركها وأقبل على العبادة والصيام والقيام ونسخ كتب الرقائق وغيرها، فأكثر ووقف كتبه على زوايا وأماكن، وهو من أصحاب الشيخ القدوة مهنا الفوعي نفعنا الله ببركتهما، وكان داعياً إلى السنة بتلك البلاد.»
«وفيها توفي الشيخ أبو الفضل مهنا ابن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن مهنا الفوعي. عارف يستاف عرف ندّه، ويقتدي بآثار أبيه وجدّه، وعابدٌ يلازم الصلاة والصوم، ولا يخرج في الفعل والقول عن طريق القوم، مقصوداً للتبرك والزيارة، معتمداً عليه في استخراج الرأي والإشارة، كان جدّه ذا أحوال وكرامات، ومقالات ومقامات، صحب جعفر السرّاج، واستضاء بسراجه الوهّاج، وخلفه من بعده مجتدياً من بحر علمه، مهتدياً بنجم سعده، وكانت وفاته بالفوعة من عمل حلب عن [أربع وثمانين] سنة تغمده الله برحمته.»
وقد عرفنا أن من أصحاب الشيخ مهنا، هو إبراهيم بن عيسى بن عبد السلام (ت 739هـ)، والذي ترجم له ابن الوردي أيضاً في تاريخه ضمن وفيّات سنة 739هـ (ج 2، ص 465) بما يلي: «وفيها في أوائل رجب توفي بمعرة النعمان ابن شيخنا العابد إبراهيم بن عيسى بن عبد السلام، كان من عباد الأمة ويعرف الشاطبية والقراءات وله يد طولى في التفسير وزهادته مشهورة، كان أولاً يحترف بالنساجة ثم تركها وأقبل على العبادة والصيام والقيام ونسخ كتب الرقائق وغيرها، فأكثر ووقف كتبه على زوايا وأماكن، وهو من أصحاب الشيخ القدوة مهنا الفوعي نفعنا الله ببركتهما، وكان داعياً إلى السنة بتلك البلاد.»
5- الشيخ حسن بن الشيخ إبراهيم:
وهو أخو الشيخ مهنا بن إبراهيم لأبيه، وقد جلس بعد أخيه على سجادة أبيه، ولم يزوّدنا ابن الوردي بتفاصيل أخرى عن حياته.
ويُلاحظ تأكيد ابن الوردي على أن الشيخ مهنا وابنه إبراهيم قد تسننا، وأنهما قاسا من الشيعة شدائد، ولذلك فقد ادعيا لهما الكرامات، ويرد إبراهيم نصر الله على هذا الزعم في كتابه "حلب والتشيع" (ص 195-196) بأن آل مهنا وتاريخهم القديم بالفوعة التي عُرفت بقدمها في التشيع هم من الشيعة الإمامية، والذين هاجروا من الفوعة إلى نبل ـ من أحفاد الشيخ مهنا ـ ومنهم آل نصر الله، وهو الحاج نصر الله بن الحاج محمد بن عبد الله بن مهنا آل مهنا، لا زالوا يحملون مذهب أهل البيت (ع) إلى هذا العصر.
كما يرى إبراهيم نصر الله بأنه من المحتمل أن تكون القصيدة المتقدمة في رثاء الشيخ مهنا بن إبراهيم لأحد الشيعة، حيث يصفه في البيت التالي:
ويُلاحظ تأكيد ابن الوردي على أن الشيخ مهنا وابنه إبراهيم قد تسننا، وأنهما قاسا من الشيعة شدائد، ولذلك فقد ادعيا لهما الكرامات، ويرد إبراهيم نصر الله على هذا الزعم في كتابه "حلب والتشيع" (ص 195-196) بأن آل مهنا وتاريخهم القديم بالفوعة التي عُرفت بقدمها في التشيع هم من الشيعة الإمامية، والذين هاجروا من الفوعة إلى نبل ـ من أحفاد الشيخ مهنا ـ ومنهم آل نصر الله، وهو الحاج نصر الله بن الحاج محمد بن عبد الله بن مهنا آل مهنا، لا زالوا يحملون مذهب أهل البيت (ع) إلى هذا العصر.
كما يرى إبراهيم نصر الله بأنه من المحتمل أن تكون القصيدة المتقدمة في رثاء الشيخ مهنا بن إبراهيم لأحد الشيعة، حيث يصفه في البيت التالي:
"جعفري" السلوك والوضع حتى
قال "عَبَس" عنه مهنّا مهنّا
بأنه "جعفري السلوك"، بمعنى أن من أتباع المذهب الجعفري أو مذهب الشيعة، حيث يُنسب إلى الإمام جعفر الصادق (ع).
ولكننا نستبعد هذا الاحتمال، ونرى أن الشاعر ـ ابن الوردي ـ يُشير في هذا البيت إلى صحبة الشيخ مهنا بن كوكب (وهو جد الشيخ مهنا بن إبراهيم) للشيخ جعفر السرّاج الحلبي. فتسمية المذهب الشيعي بالجعفري لم تكن شائعة في تلك العصور، بل حدثت في فترة متأخرة.
أما فيما يتعلق بالطريقة الصوفية التي اتبعها مشايخ آل مهنا، فنرى أنهم كانوا من أتباع الطريقة السهروردية، المنسوبة إلى الشيخ شهاب الدين أبي حفص عمر السهروردي صاحب عوارف المعارف، والشاهد على ذلك أن شيخ الشيخ مهنا، وهو تاج الدين جعفر السرّاج الحلبي، صحب الشيخ السهروردي، وروى عنه عوارف المعارف، كما ذكر ذلك ابن الوردي في ترجمته.
أما فيما يتعلق بتربة أو زاوية مشايخ هذه الأسرة، فيوجد اليوم جنوبي بلدة الفوعة مقام يعرف بالشيخ مهنا، جاء ذكره باسم "زاوية الشيخ مهنا" في وثيقة وقف مملوكية بتاريخ 760هـ للسلطان الناصر حسن على مدرسته بالرميلة بالقاهرة حول أوقافه بالفوعة. وقد زارت المقام البعثة الأميركية وصورته عام 1899م، ويظهر في تلك الصورة أن قبة المقام كانت قائمة وبجانبه قبور قديمة. 2 وكان يوجد فيه سابقاً شاهدة قبر الشيخ إبراهيم بن مهنا المتوفى سنة 716هـ.
أما اليوم فهذا المقام عبارة عن كومة من أحجار مبعثرة أو متراكمة فوق بعضها البعض. ونظراً إلى تسميته قديماً بالزاوية، ووجود قبر الشيخ إبراهيم بن الشيخ مهنا فيه، يمكن الاحتمال بأنه كان في الأصل زاوية للشيخ مهنا الفوعي الكبير (ت 684هـ)، حيث دفن فيها، ثم دفن فيها من بعده أولاده وأحفاده كالشيخ إبراهيم والشيخ مهنا بن إبراهيم.
ولكننا نستبعد هذا الاحتمال، ونرى أن الشاعر ـ ابن الوردي ـ يُشير في هذا البيت إلى صحبة الشيخ مهنا بن كوكب (وهو جد الشيخ مهنا بن إبراهيم) للشيخ جعفر السرّاج الحلبي. فتسمية المذهب الشيعي بالجعفري لم تكن شائعة في تلك العصور، بل حدثت في فترة متأخرة.
أما فيما يتعلق بالطريقة الصوفية التي اتبعها مشايخ آل مهنا، فنرى أنهم كانوا من أتباع الطريقة السهروردية، المنسوبة إلى الشيخ شهاب الدين أبي حفص عمر السهروردي صاحب عوارف المعارف، والشاهد على ذلك أن شيخ الشيخ مهنا، وهو تاج الدين جعفر السرّاج الحلبي، صحب الشيخ السهروردي، وروى عنه عوارف المعارف، كما ذكر ذلك ابن الوردي في ترجمته.
أما فيما يتعلق بتربة أو زاوية مشايخ هذه الأسرة، فيوجد اليوم جنوبي بلدة الفوعة مقام يعرف بالشيخ مهنا، جاء ذكره باسم "زاوية الشيخ مهنا" في وثيقة وقف مملوكية بتاريخ 760هـ للسلطان الناصر حسن على مدرسته بالرميلة بالقاهرة حول أوقافه بالفوعة. وقد زارت المقام البعثة الأميركية وصورته عام 1899م، ويظهر في تلك الصورة أن قبة المقام كانت قائمة وبجانبه قبور قديمة. 2
هذه الصورة نشرها الأستاذ فايز قوصرة في كتابه: التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية في محافظة إدلب، دمشق، وزارة الثقافة، 2006، ص 31-32.
أما اليوم فهذا المقام عبارة عن كومة من أحجار مبعثرة أو متراكمة فوق بعضها البعض. ونظراً إلى تسميته قديماً بالزاوية، ووجود قبر الشيخ إبراهيم بن الشيخ مهنا فيه، يمكن الاحتمال بأنه كان في الأصل زاوية للشيخ مهنا الفوعي الكبير (ت 684هـ)، حيث دفن فيها، ثم دفن فيها من بعده أولاده وأحفاده كالشيخ إبراهيم والشيخ مهنا بن إبراهيم.
- في طبعة النجف: "عيش"، وهو خطأ. والشيخ عبس السرجاوي هو شيخ صوفي، لا تزال تربته قائمة في بلدة "سرجة" التي تقع على بعد 17 كم إلى الجنوب من مدينة إدلب.
- هذه الصورة نشرها الأستاذ فايز قوصرة في كتابه: التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية في محافظة إدلب، دمشق، وزارة الثقافة، 2006، ص 31-32.
چهارشنبه ۳۱ ارديبهشت ۱۳۹۳ ساعت ۱۷:۰۲
نمایش ایمیل به مخاطبین
نمایش نظر در سایت
۲) از انتشار نظراتی که فاقد محتوا بوده و صرفا انعکاس واکنشهای احساسی باشد جلوگیری خواهد شد .
۳) لطفا جهت بوجود نیامدن مسائل حقوقی از نوشتن نام مسئولین و شخصیت ها تحت هر شرایطی خودداری نمائید .
۴) لطفا از نوشتن نظرات خود به صورت حروف لاتین (فینگلیش) خودداری نمایید .