علي بن أبي بكر الهروي، هو السائح الشهير الذي وُلد بالموصل سنة 542 ه، وقام برحلات واسعة في البلدان الإسلامية، وألّف كتاب "الإشارات إلى معرفة الزيارات". وكان الهروي قد استقرت به الحال بحلب، وتقدّم عند الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين الأيوبي، فبنى له مدرسة بظاهر حلب، فدرّس بها الهروي، ثم دفن في قبة المدرسة بعد وفاته. <br />
(لترجمة الهروي انظروا: تاريخ إربل لابن المستوفي، ص 151؛ التكملة لوفيات النقلة للمنذري، ج 2، ص 315-316؛ تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني، ص 205-206؛ وفيات الأعيان لابن خلّكان، ج 3، ص 346-347؛ تاريخ الإسلام للذهبي، ج 44، ص 82؛ كنوز الذهب في تاريخ حلب لسبط ابن العجمي، ج 1، ص 319) <br />
ولا تزال تربة الهروي قائمة إلى يومنا هذا في حي يُعرف باسمه إلى الجنوب من حي الفردوس، وقد وصفها سبط ابن العجمي (ت 884 ه) في "كنوز الذهب في تاريخ حلب" (ج 1، ص 319) بما يلي: <br />
«المدرسة الهروية الشافعية: هذه المدرسة خارج باب المقام. قال ابن شداد: «أنشأها الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي». انتهى. اعلم أن الشيخ علياً المذكور مدفون في قبة جانب هذه المدرسة. وبناء القبة هو كهيئة الكعبة. فلذلك كانت حاملة في الزيارات مكتوب عليها حكم ومواعظ، وبها بئر من خارجها تنسب إلى سيدنا الخليل عليه السلام. وقد قال الهروي المذكور أن هذه البئر ظهرت بهذه التربة». <br />
وقال أيضاً (ج 1، ص 322): «وأول من درس بهذه المدرسة في زمانه الشيخ موفق أبو القاسم بن عمر بن فضل الكردي الحميدي. ولم يزل مدرساً بها إلى أن خرج عنها كما تقدم. وكانت وفاته سنة عشرة وستمائة. ثم درس فيها الشيخ الإمام شمس الدين بن المظفر حامد بن أبي العميد عمر بن أميري بن ورش القزويني ولم يزل مدرساً بها إلى أن توفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وستمائة. وكان مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة. ووليها بعده ولده عماد الدين محمد ولم يزل بها إلى أن كانت فتنة التتر فدثر بعضها. ولم يبق بها ساكن. وخرب وقفها لأنه كان سوقا بالحاضر». <br />
كما وصفها الشيخ كامل الغزي (ت 1351 ه) في "نهر الذهب في تاريخ حلب" (ج 2، ص 221)، وذلك بقوله: «محلها في جنوبي الفردوس بميلة إلى الشرق على بعد غلوة منه، أنشأها الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي السائح، ثم في فتنة التتار خرب بعضها ولم يبقَ فيها سوى حجرة الضريح التي على مثال الكعبة، وجميع حجارتها مكتوبة حكماً ومواعظ وغير ذلك.» <br />
أما عالم الآثار الألماني هرتسفلد فقد قام بالتقاط صور فوتوغرافية لتربة الهروي، تُظهر بقاء عدد من الكتابات على بعض أحجار التربة إلى عصره، أي نحو قبل قرن من الزمن؛ كما قام برسم واجهات التابوت الحجري لقبر الهروي. ويمكنكم رؤية هذه الصور من هنا: <br />
<a href="http://siris-archives.si.edu/ipac20/ipac.jsp?session=13HT9745D7458.76365&menu=search&aspect=subtab157&npp=50&ipp=20&spp=20&profile=all&ri=2&source=~%21siarchives&index=.GW&term=Turbat+Ali+al-Harawi&x=0&y=0&aspect=subtab157" target="_blank">siris-archives.si.edu</a>
<br />
هذا وقد وجدتُ أن هناك مصدرين يذكران نصوص الكتابات الموجودة على تربة الهروي، فالمصدر الأول هو "نهر الذهب" للغزي، حيث ينقلها من نسخة لكتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي. والمصدر الثاني هو تاريخ إربل لابن المستوفي (ت 637 ه)، حيث ينقل تلك النصوص من جزء بخط أبي العباس أحمد بن المظفر المتزهّد الخرّاط، وهو سمعه من صاحب التربة أي الهروي نفسه. <br />
وكنت قد زرت تربة الهروي بتاريخ 27/5/2006، فرأيت أن هذه التربة التي ذكر مؤرخو حلب أنها على مثال الكعبة (ولم أعرف ما هو وجه الشبه بينها وبين الكعبة)، قد تحولت اليوم إلى باحة سماوية، لها واجهة بسيطة إلى الزقاق المجاور لها، ولم أر أثراً للكتابات التي كانت توجد داخل التربة، باستثناء الكتابات الموجودة على التابوت الحجري لقبر الهروي، وهو الأثر القديم الوحيد المتبقي من هذه التربة، وقد استطعت تصوير الواجهة الغربية للقبر وقراءة الكتابة الموجودة عليها، وهي: <br />
[1] بسم الله الرحمن الرحيـم <br />
[2] اِن تعذّبهم فإنهم <br />
[3] عبادك وإن تغفر لهم فإنك اَنت العزيز الحكيم(*) <br />
[4] هذا قبر الشيخ علي بن أبي بكر الهروي <br />
[5] رضي الله عنه ورحمه ورحم جميع المسلمين <br />
وعلى طرفي السطرين الأول والثاني: «رحمك الله». <br />
ويظهر أن هذا النص يتطابق مع النص الذي نقله الشيخ كامل الغزي. <br />
<br />
<a href="http://www.kateban.com/picman/pics/155.jpg" target="_blank">واجهة تربة الهروي بحلب (الصورة بعدسة المؤلف)</a>
<br />
<br />
<a href="http://www.kateban.com/picman/pics/157.jpg" target="_blank">التابوت الحجري لقبر الهروي (الصورة بعدسة المؤلف)</a><br />
<br />
أما فيما يلي، فنقلتُ نصوص الكتابات التي كانت توجد على حجارة تربة الهروي، نقلاً عن المصدرين المذكورين، أعني تاريخ إربل ونهر الذهب، علماً أن هناك فروقات بين ما نقله ابن المستوفي، وبين ما نقله الغزي: <br />
<br />
1. تاريخ إربل لابن المستوفي (تحقيق: سامي بن السيد خماس الصقار، ج 1، صص 152-154): <br />
ناولني أبو العبّاس أحمد بن المظفَّر المُتزَهِّد الخرّاط - وذكر لي أن كان بينهما صحبة - جزءاً فيه ما يجيء فيما بعد، وقرأتُه وهو يسمع، وحدّثني إنه سمعه من علي بن أبي بكر، وهو نسخة ما على التربة التي أنشأها عليّ بن الهرويّ بظاهر مدينة حلب على الجادّة الآخذة إلى دمشق على جانبها الغربي، وهو مكتوبٌ على الصخر، ما هذه صورته: <br />
«بسم الله الرحمـن الرحيم. سُبحانَ مُشَتّت العباد في البلاد، وقاسم الأرزاق في الآفاق. سيّر قوماً إلى الآجال قوماً إلى الآمال. هذه تربة العبد الغريب الوحيد، عليّ بن أبي بكر الهروي، عاش غريباً ومات وحيداً، لا صديق يرثيه، ولا خليل يبكيه، ولا أهلَ يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبُهُ، ولا زوجةَ تندبُهُ. آنسَ الله وحدتَه، ورحِم غربته. وهو القائل: سلكتُ القِفارَ، وطُفتُ الديار، وركبتُ البحار، ورأيتُ الآثار، وسافرتُ البلاد، وعاشرتُ العباد، فلم أجد صديقاً صادقاً، ولا رفيقاً موافقاً. فمن قرأ هذا الخطّ فلا يغترّ بأحد قط: (الكامل) <br />
طفتُ البلاد مشارقاً ومغارباً ... ولَكَمْ صحبتُ لسائحٍ وجليسِ <br />
ورأيتُ كلَّ غريبةٍ وعجيبةٍ ... ولقيتُ هَوْلاً في رخاي وبُؤسي <br />
أصبحتُ من تحت الثرى في وحدةٍ ... أرجو إلهي أن يكون أنيسي» <br />
وعليه أيضاً: «لا ذاكَ دامَ ولا ذا يدومُ»، وعليه أيضاً: «بَنَوْا وعَلَّوْا ومَضَوْا وخَلَّوْا»، وعليه أيضاً: «كُن من الفراق على حذرٍ، هذا الوداع فمتى الاجتماع؟»، وعليه أيضاً: «السلامة في الوحدة، الراحة في العُزلة». <br />
وعلى الجانب الشرقي، ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. هذه تربة العبد الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي، وهو القائل: ابنَ آدم، دع الاحتيال فما يدوم حالٌ، وتُغالبُ التقدير فلن يُفيد التدبير، ولا تحرصْ على جمع مالٍ ينتقل منك إلى من لا ينفعك شكرُهُ ويبقى عليك وِزْرُهُ، وآخرُ أمرك بطن الأرض قبرك». <br />
وعلى الجانب الشمالي، ما هذه صورته: «لا مفرّ مما قضاه، ولا مهربَ مما أمضاه، فالسعيد من سلّم إليه وتوكّل عليه». <br />
وعلى عضادتي الباب مكتوبٌ ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم، يقول ساكن هذه التربة: ما مرّ الزمان على شيءٍ إلا غَيَّرَهُ، ولا على حيٍّ إلا أقبَرَهُ، ولا على رفيعٍ إلا وَضَعَهُ، ولا على قويٍّ إلا ضَعضَعَهُ». <br />
وداخل الباب مكتوبٌ: «الطمع يُذلّ الأنفس العزيزة، ويستخدم العقول الشريفة». <br />
وعلى القبلة مكتوبٌ الآيتان اللتان هما آخر سورة "لقمان" عليه السلام. <br />
وعلى القبر ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إن تعذّبهم فإنهم عبادُك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم(*) إلهي ليس لي عملٌ أتقرّب به إليك، ولا حسنةٌ أدلّ بها عليك، غير فقري وفاقتي وذُلّي ووحدتي، فارحم غربتي، وكن أنيسي في حفرتي، فقد التجأتُ إليك، وتوكّلت عليك، وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، يا ربّ». <br />
على بئر إبراهيم عليه السلام التي ظهرتْ في هذه التربة: «بسم الله الرحمـن الرحيم. أظهر الله هذه البئر المباركة سنة اثنتين وستمائة».(**) <br />
وعلى الرباط الذي أنشأه لصيق هذه التربة: «بسم الله الرحمـن الرحيم. وقف هذا الرباط العبد الفقير إلى رحمة لله، علي بن أبي بكر الهروي، على الفقراء الصالحين المتديّنين، تقبّل الله منه ورحمه، وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وعلى خرقة الكفن مكتوبٌ: «هذا كفن العبد الفقير إلى ربه، المعترف بخطيئته وذنبه، علي بن أبي بكر الهروي. اللهم تُبْ عليه وارحمه واغفر له، ولجميع المسلمين، فليس له غيرك، ولا راحم سواك. فارحم غربته وفقره وفاقته، وآنِسْ وحدته برحمتك يا أرحم الراحمين، يا ربّ». <br />
<br />
2. نهر الذهب لكامل الغزي (تحقيق: شوقي شعث ومحمود فاخوري، ط دار القلم العربي بحلب، ج 2، صص 221-223): <br />
... وقد رأيتُ في كتاب الإشارات في معرفة الزيارات لصاحب هذا القبر صورة ما كتبه على تربته فأحببت نقله. <br />
قال رحمه [الله]: نسخة ما على تربة العبد الفقير إلى الله تعالى مؤلف هذا الكتاب (كتاب الإشارات) وهي التي أنشأها لنفسه ظاهر محروسة حلب على الجادة الآخذة إلى محروسة دمشق على نهر غربي هذه التربة منقورة في الصخرة ما هذه صورته: <br />
«بسم الله الرحمـن الرحيم. سبحان مشتّت العباد في البلاد، وقاسم الأرزاق، سيّر قوماً إلى الآجال وقوماً إلى الأرزاق. هذه تربة العبد الفقير الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي، عاش غريباً ومات وحيداً، لا صديق يرثيه، ولا خليل يبكيه، ولا أهل يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبه، ولا زوجة تندبه، آنس الله وحدته ورحم غربته، وهو القائل: سلكت القفار وطفت الديار وركبت البحار ورأيت الآثار وسافرت البلاد وعاشرت العباد، فلم أر صديقاً ولا رفيقاً موافقاً، فمن قرأ هذا الخطّ فلا يغترّ بأحد قطّ: <br />
طفت البلاد مشارقا ومغارباً ولكم صحبت لسائحٍ وحبيسِ <br />
ورأيت كل عجيبةٍ وغريبةٍ ... ولقيتُ هولاً في رخاءٍ وبؤسي <br />
أصبحتُ من تحت الثرى في وحدةٍ ... أرجو إلهي أن يكون أنيسي» <br />
وعليه: «بنوا وعلّوا ومضوا وخلوا». وعليه: «لا ذاك دام ولا ذا يدوم». وعليه: «كن من الفراق على حذر». وعليه: «هذا الوداع فمتى الاجتماع». وعليه: «السلامة في الوحدة، والراحة في العزلة». <br />
وعلى الجانب الشمالي: «لا مفرّ مما قضاه، ولا مهرب مما أمضاه، فالسعيد من سلم إليه وتوكّل عليه». <br />
وعلى الجانب الشرقي ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة ربّه عليّ بن أبي بكر الهروي، وهو القائل: ابنَ آدم، دَعِ الاحتيالَ فما يدوم حال، ولا تغالب التقدير فلن يفيد التدبير، ولا تحرص على جمع مال ينتقل إلى غيرك من لا ينفعك شكره، ويبقى عليك وزره». <br />
وعلى عضادة الباب ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. ما مرّ الزمان على شيء إلا غيَّرَهُ، ولا على حَيّ إلّا قبره، ولا رفيعٍ إلّا وضعه، ولا على قَويٍّ إلّا وضعضعه». <br />
وعلى الباب: «بسم الله الرحمـن الرحيم. عمّر هذه التربة لنفسه العبد الفقير إلى رحمة ربّه عليّ بن أبي بكر الهروي تقبّل الله منه ورحمه ورحم المسلمين، وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وداخل الباب: «الطمعُ يذلّ الأنفس العزيزة، ويستخدم العقول الشريفة». <br />
وعلى القبر: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إن تعذّبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم(*) هذا قبر الشيخ علي بن أبي بكر الهروي رضي الله عنه ورحمه ورحم جميع المسلمين». <br />
وعلى فرشة اللحد: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إلهي ليس لي عملٌ أتقرّب به إليك، ولا حسنةٌ أدلّ بها عليك، غير فقري وفاقتي وذلّي ووحدتي، فارحم غربتي وكن أنيسي في حفرتي، فقد التجأت إليك وتوكّلت عليك، وأنت أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.» <br />
وعلى القبة الآيتان آخر سورة لقمان، وآخر سورة البقرة. <br />
وعلى القبر بعد البسملة: «يا باقي ارحم الفاني، يا حيّ ارحم الميت، يا عزيز ارحم الذليل، يا قادر ارحم العاجز». <br />
وعليه: «اللهم إني ضيفك ونزيلك وفي جوارك وفي حرمك وأنت أولى من أكرم ضيفه ورحم جاره وأجار نزيله فمن غير تربتي أو بدل حفرتي فأنت خصمه يا رب استعنت بك عليه يا رب يا مغيث أنت الله». <br />
وعلى أبواب حرم التربة ما صورته منقوراً في الصخر، على باب منها: «داو أمراضك ودع اعتراضك». وعلى آخر: «كم ذا العنا ومصيرك إلى الفنا». وعلى آخر: «الدنيا مزبلة». وعلى آخر: «لو أراد الله بخيرك ما تعبت لغيرك». وعلى آخر: «الحذر لا ينفع القدر». وعلى آخر: «لو رأيت ما اقتنيت». وعلى آخر: «في الموت كفاية». وعلى آخر: «الأجل أصدق من الأمل». وعلى آخر: «دع الارتياب فمصيرك إلى التراب». وعلى آخر: «اتق الله يكفك الله». وعلى آخر: «انظر في عيب نفسك ودع أبناء جنسك». <br />
وعلى الطهارة: «لو تفكرت ما افتخرت». وعلى الحمام: «طهارة الجسد إزالة الحسد». وعلى آخر: «يا أشعب لمن تتعب». وعلى آخر: «ما انتظارك والقبر دارك». <br />
وعلى أبواب الرباط وهي المدرسة التي أنشأها لصيق هذه التربة، وعلى باب منها: «استعد للرحيل فقد بقي القليل». وعلى آخر: «الحسد يضر بصاحبه». وعلى آخر: «الاحتمال موت حاضر». وعلى آخر: «اللذة في الخمول». وعلى آخر: «العزلة مركب السلامة». وعلى آخر: «دعهم واحذرهم». وعلى آخر: «من زهد في الدنيا قلّ تعبه». وعلى آخر: «عزّ القانع وذلّ الطامع». وعلى آخر: «الورع زمام العمل». وعلى آخر: «زينة العلم العمل». وعلى آخر: «الراحة في الوحدة». وعلى آخر: «فرّ من الخلق فرارك من الأسد». وعلى آخر: «انتفع بالناس انتفاعك بالنار تنج منهم». وعلى آخر: «دع الترهات واستعد للممات». <br />
وعلى الطهارة: «بيت المال في بيت الماء». <br />
وعلى باب التربة: «عمر هذه التربة لنفسه العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى علي بن أبي بكر الهروي وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وعلى البئر التي ظهرت في هذه التربة ونسبت إلى إبراهيم الخليل: «أظهر الله هذه البئر المباركة سنة اثنتين وستمائة».(**) <br />
<br />
<br />
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />
(*) سورة المائدة، الآية 118. <br />
(**) والجدير بالذكر أن الهروي نفسه أشار إلى هذا البئر في كتابه "الإشارات إلى معرفة الزيارات" (ص 4)، وذلك بقوله: «وقبلي البلد على الجادّة الآخذة إلى طريق دمشق بئر نُسِبت إلى إبراهيم الخليل (عم) ظهرت في تربة مؤلف هذا الكتاب وبانت فضيلتها». <br />
(لترجمة الهروي انظروا: تاريخ إربل لابن المستوفي، ص 151؛ التكملة لوفيات النقلة للمنذري، ج 2، ص 315-316؛ تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني، ص 205-206؛ وفيات الأعيان لابن خلّكان، ج 3، ص 346-347؛ تاريخ الإسلام للذهبي، ج 44، ص 82؛ كنوز الذهب في تاريخ حلب لسبط ابن العجمي، ج 1، ص 319) <br />
ولا تزال تربة الهروي قائمة إلى يومنا هذا في حي يُعرف باسمه إلى الجنوب من حي الفردوس، وقد وصفها سبط ابن العجمي (ت 884 ه) في "كنوز الذهب في تاريخ حلب" (ج 1، ص 319) بما يلي: <br />
«المدرسة الهروية الشافعية: هذه المدرسة خارج باب المقام. قال ابن شداد: «أنشأها الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي». انتهى. اعلم أن الشيخ علياً المذكور مدفون في قبة جانب هذه المدرسة. وبناء القبة هو كهيئة الكعبة. فلذلك كانت حاملة في الزيارات مكتوب عليها حكم ومواعظ، وبها بئر من خارجها تنسب إلى سيدنا الخليل عليه السلام. وقد قال الهروي المذكور أن هذه البئر ظهرت بهذه التربة». <br />
وقال أيضاً (ج 1، ص 322): «وأول من درس بهذه المدرسة في زمانه الشيخ موفق أبو القاسم بن عمر بن فضل الكردي الحميدي. ولم يزل مدرساً بها إلى أن خرج عنها كما تقدم. وكانت وفاته سنة عشرة وستمائة. ثم درس فيها الشيخ الإمام شمس الدين بن المظفر حامد بن أبي العميد عمر بن أميري بن ورش القزويني ولم يزل مدرساً بها إلى أن توفي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وستمائة. وكان مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة. ووليها بعده ولده عماد الدين محمد ولم يزل بها إلى أن كانت فتنة التتر فدثر بعضها. ولم يبق بها ساكن. وخرب وقفها لأنه كان سوقا بالحاضر». <br />
كما وصفها الشيخ كامل الغزي (ت 1351 ه) في "نهر الذهب في تاريخ حلب" (ج 2، ص 221)، وذلك بقوله: «محلها في جنوبي الفردوس بميلة إلى الشرق على بعد غلوة منه، أنشأها الشيخ أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي السائح، ثم في فتنة التتار خرب بعضها ولم يبقَ فيها سوى حجرة الضريح التي على مثال الكعبة، وجميع حجارتها مكتوبة حكماً ومواعظ وغير ذلك.» <br />
أما عالم الآثار الألماني هرتسفلد فقد قام بالتقاط صور فوتوغرافية لتربة الهروي، تُظهر بقاء عدد من الكتابات على بعض أحجار التربة إلى عصره، أي نحو قبل قرن من الزمن؛ كما قام برسم واجهات التابوت الحجري لقبر الهروي. ويمكنكم رؤية هذه الصور من هنا: <br />
<a href="http://siris-archives.si.edu/ipac20/ipac.jsp?session=13HT9745D7458.76365&menu=search&aspect=subtab157&npp=50&ipp=20&spp=20&profile=all&ri=2&source=~%21siarchives&index=.GW&term=Turbat+Ali+al-Harawi&x=0&y=0&aspect=subtab157" target="_blank">siris-archives.si.edu</a>
<br />
هذا وقد وجدتُ أن هناك مصدرين يذكران نصوص الكتابات الموجودة على تربة الهروي، فالمصدر الأول هو "نهر الذهب" للغزي، حيث ينقلها من نسخة لكتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي. والمصدر الثاني هو تاريخ إربل لابن المستوفي (ت 637 ه)، حيث ينقل تلك النصوص من جزء بخط أبي العباس أحمد بن المظفر المتزهّد الخرّاط، وهو سمعه من صاحب التربة أي الهروي نفسه. <br />
وكنت قد زرت تربة الهروي بتاريخ 27/5/2006، فرأيت أن هذه التربة التي ذكر مؤرخو حلب أنها على مثال الكعبة (ولم أعرف ما هو وجه الشبه بينها وبين الكعبة)، قد تحولت اليوم إلى باحة سماوية، لها واجهة بسيطة إلى الزقاق المجاور لها، ولم أر أثراً للكتابات التي كانت توجد داخل التربة، باستثناء الكتابات الموجودة على التابوت الحجري لقبر الهروي، وهو الأثر القديم الوحيد المتبقي من هذه التربة، وقد استطعت تصوير الواجهة الغربية للقبر وقراءة الكتابة الموجودة عليها، وهي: <br />
[1] بسم الله الرحمن الرحيـم <br />
[2] اِن تعذّبهم فإنهم <br />
[3] عبادك وإن تغفر لهم فإنك اَنت العزيز الحكيم(*) <br />
[4] هذا قبر الشيخ علي بن أبي بكر الهروي <br />
[5] رضي الله عنه ورحمه ورحم جميع المسلمين <br />
وعلى طرفي السطرين الأول والثاني: «رحمك الله». <br />
ويظهر أن هذا النص يتطابق مع النص الذي نقله الشيخ كامل الغزي. <br />
<br />
<a href="http://www.kateban.com/picman/pics/155.jpg" target="_blank">واجهة تربة الهروي بحلب (الصورة بعدسة المؤلف)</a>
<br />
<br />
<a href="http://www.kateban.com/picman/pics/157.jpg" target="_blank">التابوت الحجري لقبر الهروي (الصورة بعدسة المؤلف)</a><br />
<br />
أما فيما يلي، فنقلتُ نصوص الكتابات التي كانت توجد على حجارة تربة الهروي، نقلاً عن المصدرين المذكورين، أعني تاريخ إربل ونهر الذهب، علماً أن هناك فروقات بين ما نقله ابن المستوفي، وبين ما نقله الغزي: <br />
<br />
1. تاريخ إربل لابن المستوفي (تحقيق: سامي بن السيد خماس الصقار، ج 1، صص 152-154): <br />
ناولني أبو العبّاس أحمد بن المظفَّر المُتزَهِّد الخرّاط - وذكر لي أن كان بينهما صحبة - جزءاً فيه ما يجيء فيما بعد، وقرأتُه وهو يسمع، وحدّثني إنه سمعه من علي بن أبي بكر، وهو نسخة ما على التربة التي أنشأها عليّ بن الهرويّ بظاهر مدينة حلب على الجادّة الآخذة إلى دمشق على جانبها الغربي، وهو مكتوبٌ على الصخر، ما هذه صورته: <br />
«بسم الله الرحمـن الرحيم. سُبحانَ مُشَتّت العباد في البلاد، وقاسم الأرزاق في الآفاق. سيّر قوماً إلى الآجال قوماً إلى الآمال. هذه تربة العبد الغريب الوحيد، عليّ بن أبي بكر الهروي، عاش غريباً ومات وحيداً، لا صديق يرثيه، ولا خليل يبكيه، ولا أهلَ يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبُهُ، ولا زوجةَ تندبُهُ. آنسَ الله وحدتَه، ورحِم غربته. وهو القائل: سلكتُ القِفارَ، وطُفتُ الديار، وركبتُ البحار، ورأيتُ الآثار، وسافرتُ البلاد، وعاشرتُ العباد، فلم أجد صديقاً صادقاً، ولا رفيقاً موافقاً. فمن قرأ هذا الخطّ فلا يغترّ بأحد قط: (الكامل) <br />
طفتُ البلاد مشارقاً ومغارباً ... ولَكَمْ صحبتُ لسائحٍ وجليسِ <br />
ورأيتُ كلَّ غريبةٍ وعجيبةٍ ... ولقيتُ هَوْلاً في رخاي وبُؤسي <br />
أصبحتُ من تحت الثرى في وحدةٍ ... أرجو إلهي أن يكون أنيسي» <br />
وعليه أيضاً: «لا ذاكَ دامَ ولا ذا يدومُ»، وعليه أيضاً: «بَنَوْا وعَلَّوْا ومَضَوْا وخَلَّوْا»، وعليه أيضاً: «كُن من الفراق على حذرٍ، هذا الوداع فمتى الاجتماع؟»، وعليه أيضاً: «السلامة في الوحدة، الراحة في العُزلة». <br />
وعلى الجانب الشرقي، ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. هذه تربة العبد الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي، وهو القائل: ابنَ آدم، دع الاحتيال فما يدوم حالٌ، وتُغالبُ التقدير فلن يُفيد التدبير، ولا تحرصْ على جمع مالٍ ينتقل منك إلى من لا ينفعك شكرُهُ ويبقى عليك وِزْرُهُ، وآخرُ أمرك بطن الأرض قبرك». <br />
وعلى الجانب الشمالي، ما هذه صورته: «لا مفرّ مما قضاه، ولا مهربَ مما أمضاه، فالسعيد من سلّم إليه وتوكّل عليه». <br />
وعلى عضادتي الباب مكتوبٌ ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم، يقول ساكن هذه التربة: ما مرّ الزمان على شيءٍ إلا غَيَّرَهُ، ولا على حيٍّ إلا أقبَرَهُ، ولا على رفيعٍ إلا وَضَعَهُ، ولا على قويٍّ إلا ضَعضَعَهُ». <br />
وداخل الباب مكتوبٌ: «الطمع يُذلّ الأنفس العزيزة، ويستخدم العقول الشريفة». <br />
وعلى القبلة مكتوبٌ الآيتان اللتان هما آخر سورة "لقمان" عليه السلام. <br />
وعلى القبر ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إن تعذّبهم فإنهم عبادُك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم(*) إلهي ليس لي عملٌ أتقرّب به إليك، ولا حسنةٌ أدلّ بها عليك، غير فقري وفاقتي وذُلّي ووحدتي، فارحم غربتي، وكن أنيسي في حفرتي، فقد التجأتُ إليك، وتوكّلت عليك، وأنت أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين، يا ربّ». <br />
على بئر إبراهيم عليه السلام التي ظهرتْ في هذه التربة: «بسم الله الرحمـن الرحيم. أظهر الله هذه البئر المباركة سنة اثنتين وستمائة».(**) <br />
وعلى الرباط الذي أنشأه لصيق هذه التربة: «بسم الله الرحمـن الرحيم. وقف هذا الرباط العبد الفقير إلى رحمة لله، علي بن أبي بكر الهروي، على الفقراء الصالحين المتديّنين، تقبّل الله منه ورحمه، وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وعلى خرقة الكفن مكتوبٌ: «هذا كفن العبد الفقير إلى ربه، المعترف بخطيئته وذنبه، علي بن أبي بكر الهروي. اللهم تُبْ عليه وارحمه واغفر له، ولجميع المسلمين، فليس له غيرك، ولا راحم سواك. فارحم غربته وفقره وفاقته، وآنِسْ وحدته برحمتك يا أرحم الراحمين، يا ربّ». <br />
<br />
2. نهر الذهب لكامل الغزي (تحقيق: شوقي شعث ومحمود فاخوري، ط دار القلم العربي بحلب، ج 2، صص 221-223): <br />
... وقد رأيتُ في كتاب الإشارات في معرفة الزيارات لصاحب هذا القبر صورة ما كتبه على تربته فأحببت نقله. <br />
قال رحمه [الله]: نسخة ما على تربة العبد الفقير إلى الله تعالى مؤلف هذا الكتاب (كتاب الإشارات) وهي التي أنشأها لنفسه ظاهر محروسة حلب على الجادة الآخذة إلى محروسة دمشق على نهر غربي هذه التربة منقورة في الصخرة ما هذه صورته: <br />
«بسم الله الرحمـن الرحيم. سبحان مشتّت العباد في البلاد، وقاسم الأرزاق، سيّر قوماً إلى الآجال وقوماً إلى الأرزاق. هذه تربة العبد الفقير الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي، عاش غريباً ومات وحيداً، لا صديق يرثيه، ولا خليل يبكيه، ولا أهل يزورونه، ولا إخوان يقصدونه، ولا ولد يطلبه، ولا زوجة تندبه، آنس الله وحدته ورحم غربته، وهو القائل: سلكت القفار وطفت الديار وركبت البحار ورأيت الآثار وسافرت البلاد وعاشرت العباد، فلم أر صديقاً ولا رفيقاً موافقاً، فمن قرأ هذا الخطّ فلا يغترّ بأحد قطّ: <br />
طفت البلاد مشارقا ومغارباً ولكم صحبت لسائحٍ وحبيسِ <br />
ورأيت كل عجيبةٍ وغريبةٍ ... ولقيتُ هولاً في رخاءٍ وبؤسي <br />
أصبحتُ من تحت الثرى في وحدةٍ ... أرجو إلهي أن يكون أنيسي» <br />
وعليه: «بنوا وعلّوا ومضوا وخلوا». وعليه: «لا ذاك دام ولا ذا يدوم». وعليه: «كن من الفراق على حذر». وعليه: «هذا الوداع فمتى الاجتماع». وعليه: «السلامة في الوحدة، والراحة في العزلة». <br />
وعلى الجانب الشمالي: «لا مفرّ مما قضاه، ولا مهرب مما أمضاه، فالسعيد من سلم إليه وتوكّل عليه». <br />
وعلى الجانب الشرقي ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة ربّه عليّ بن أبي بكر الهروي، وهو القائل: ابنَ آدم، دَعِ الاحتيالَ فما يدوم حال، ولا تغالب التقدير فلن يفيد التدبير، ولا تحرص على جمع مال ينتقل إلى غيرك من لا ينفعك شكره، ويبقى عليك وزره». <br />
وعلى عضادة الباب ما هذه صورته: «بسم الله الرحمـن الرحيم. ما مرّ الزمان على شيء إلا غيَّرَهُ، ولا على حَيّ إلّا قبره، ولا رفيعٍ إلّا وضعه، ولا على قَويٍّ إلّا وضعضعه». <br />
وعلى الباب: «بسم الله الرحمـن الرحيم. عمّر هذه التربة لنفسه العبد الفقير إلى رحمة ربّه عليّ بن أبي بكر الهروي تقبّل الله منه ورحمه ورحم المسلمين، وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وداخل الباب: «الطمعُ يذلّ الأنفس العزيزة، ويستخدم العقول الشريفة». <br />
وعلى القبر: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إن تعذّبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم(*) هذا قبر الشيخ علي بن أبي بكر الهروي رضي الله عنه ورحمه ورحم جميع المسلمين». <br />
وعلى فرشة اللحد: «بسم الله الرحمـن الرحيم. إلهي ليس لي عملٌ أتقرّب به إليك، ولا حسنةٌ أدلّ بها عليك، غير فقري وفاقتي وذلّي ووحدتي، فارحم غربتي وكن أنيسي في حفرتي، فقد التجأت إليك وتوكّلت عليك، وأنت أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.» <br />
وعلى القبة الآيتان آخر سورة لقمان، وآخر سورة البقرة. <br />
وعلى القبر بعد البسملة: «يا باقي ارحم الفاني، يا حيّ ارحم الميت، يا عزيز ارحم الذليل، يا قادر ارحم العاجز». <br />
وعليه: «اللهم إني ضيفك ونزيلك وفي جوارك وفي حرمك وأنت أولى من أكرم ضيفه ورحم جاره وأجار نزيله فمن غير تربتي أو بدل حفرتي فأنت خصمه يا رب استعنت بك عليه يا رب يا مغيث أنت الله». <br />
وعلى أبواب حرم التربة ما صورته منقوراً في الصخر، على باب منها: «داو أمراضك ودع اعتراضك». وعلى آخر: «كم ذا العنا ومصيرك إلى الفنا». وعلى آخر: «الدنيا مزبلة». وعلى آخر: «لو أراد الله بخيرك ما تعبت لغيرك». وعلى آخر: «الحذر لا ينفع القدر». وعلى آخر: «لو رأيت ما اقتنيت». وعلى آخر: «في الموت كفاية». وعلى آخر: «الأجل أصدق من الأمل». وعلى آخر: «دع الارتياب فمصيرك إلى التراب». وعلى آخر: «اتق الله يكفك الله». وعلى آخر: «انظر في عيب نفسك ودع أبناء جنسك». <br />
وعلى الطهارة: «لو تفكرت ما افتخرت». وعلى الحمام: «طهارة الجسد إزالة الحسد». وعلى آخر: «يا أشعب لمن تتعب». وعلى آخر: «ما انتظارك والقبر دارك». <br />
وعلى أبواب الرباط وهي المدرسة التي أنشأها لصيق هذه التربة، وعلى باب منها: «استعد للرحيل فقد بقي القليل». وعلى آخر: «الحسد يضر بصاحبه». وعلى آخر: «الاحتمال موت حاضر». وعلى آخر: «اللذة في الخمول». وعلى آخر: «العزلة مركب السلامة». وعلى آخر: «دعهم واحذرهم». وعلى آخر: «من زهد في الدنيا قلّ تعبه». وعلى آخر: «عزّ القانع وذلّ الطامع». وعلى آخر: «الورع زمام العمل». وعلى آخر: «زينة العلم العمل». وعلى آخر: «الراحة في الوحدة». وعلى آخر: «فرّ من الخلق فرارك من الأسد». وعلى آخر: «انتفع بالناس انتفاعك بالنار تنج منهم». وعلى آخر: «دع الترهات واستعد للممات». <br />
وعلى الطهارة: «بيت المال في بيت الماء». <br />
وعلى باب التربة: «عمر هذه التربة لنفسه العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى علي بن أبي بكر الهروي وذلك في سنة اثنتين وستمائة». <br />
وعلى البئر التي ظهرت في هذه التربة ونسبت إلى إبراهيم الخليل: «أظهر الله هذه البئر المباركة سنة اثنتين وستمائة».(**) <br />
<br />
<br />
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<br />
(*) سورة المائدة، الآية 118. <br />
(**) والجدير بالذكر أن الهروي نفسه أشار إلى هذا البئر في كتابه "الإشارات إلى معرفة الزيارات" (ص 4)، وذلك بقوله: «وقبلي البلد على الجادّة الآخذة إلى طريق دمشق بئر نُسِبت إلى إبراهيم الخليل (عم) ظهرت في تربة مؤلف هذا الكتاب وبانت فضيلتها». <br />
سه شنبه ۱۹ فروردين ۱۳۹۳ ساعت ۲۰:۵۳