سبق أن نشرنا قبل عدة أشهر في هذه المدوّنة تعليقات يسيرة على كتاب "معجم أعلام الشيعة" للعلامة المحقق المرحوم السيد عبد العزيز الطباطبائي ـ تغمده الله بغفرانه ـ، وننشر هنا القسم الثاني من تعليقاتنا على هذا الكتاب.

إسبهدوست بن محمد الديلمي (رقم ۸۱ ـ ص ۸۲)
عرّفه المحقق الطباطبائي بأنه إسپهدوست (أو اصبهدوست) بن محمد بن الحسن بن أسعد بن شيرويه الديلمي، أبو منصور الشاعر؛ وأورد ترجمته نقلاً عن لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.
قلتُ: ترجم له ابن الأثير في "الكامل في التاريخ" (ج ۱۰، ص ۱۰۶) في وفيات سنة ۴۶۹، وذكر من شعره ما يدل على أنه ترك التشيع! ويوافق هذا ما نقله ابن حجر عن رجال الإمامية لابن أبي طيّ الحلبي من أنه رجع عن تشيعه.
وإليكم نصّ ما ذكره ابن الأثير عن صاحب الترجمة: «وفيها [أي سنة ۴۶۹] توفي اسبهدوست بن محمد بن الحسن أبو منصور الديلمي الشاعر. وكان قد لقي ابن الحجاج، وابن نُباتة، وغيرهما، وكان يتشيّع، وتركه، وقال في ذلك:
وإذا سُئِلتُ عن اعتقادي قلتُ ما * كانت عليه مذاهبُ الأبرارِ
وأقول: خيرُ الناس بعد محمدٍ * صِدّيقُه وأنيسه في الغارِ»

أسد بن إبراهيم بن كليب الحراني القاضي (رقم ۸۶ ـ ص ۸۴)
ترجم له ابن حجر في لسان الميزان وقال نقلاً عن ابن عساكر "أنه كان من أشد الشيعة وكان متكلماً".
قلتُ: هو من مشايخ الكراجكي في الرواية، وكثيراً ما ورد اسمه في كتبه، كما أشار إليه النجاشي في رجاله (ص ۶۶) في ترجمة "حسين بن محمد بن علي الأزدي".
كما لم أجد له ترجمة في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، ولكن ورد فيه اسمه في بعض أسانيده باسم "أسلم بن إبراهيم بن كليب"، وهو تصحيف.
كما ترجم لصاحب الترجمة هذا الشيخ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (ج ۲، ص۲۹)، إذن هو خارج عن موضوع الكتاب.

الشريف أبو البركات أسعد بن علي الجوّاني الحسيني، النحوي (رقم ۸۹ ـ ص ۸۵)
هو والد الشريف أبي علي محمد بن أسعد الجوّاني، النسابة (۵۲۵-۵۸۸)
نقل المرحوم المحقق عن ياقوت في معجم البلدان أنه ترجم لهذين الشريفين في أخبار الأدباء.
قلتُ: ترجم ياقوت للشريف أسعد بن علي الجوّاني في معجم الأدباء (ط بيروت، ج ۲، ص ۶۴۵)، وذكر له بيتين من الشعر في التوسل بالصحابة العشرة قبل موته، وإليكم نصّ ما ذكره ياقوت:
«أسعد بن علي النحوي: نقلتُ من خط محمد بن أسعد بن النقيب الجواني النسابة النحوي: أنشدني مولاي الشريف القاضي الكامل الفاضل المرتضى جمال العلماء تاج الأدباء سناء الملك معتمد الدولة ذو الحسبين أبو المبارك أسعد بن علي الحسيني في مرضه الذي مات فيه، رضي الله عنه، وقد أُغمي عليه في يوم حمّى كانت به فأفاق فقال: اكتب عني هذين البيتين بديهاً رأيت كأنني قلتهما في النوم، وكأني نجوت بهما:
واتخذ حبّ النبيّ ملجأً * ثم أصحاب النبيّ العشرَهْ
فبذا أوصى أباك والدٌ * ثم جدّ الجدّ حتى حيدرَهْ
ومات أسعد بن علي الجواني سنة تسع وخمسين وخمسمائة.»
أما ترجمة ابنه فلم أجدها في جميع طبعات معجم الأدباء.

نقيب دمشق (رقم ۹۷ ـ ص ۹۷)
هو الشريف إسماعيل بن الحسين بن أحمد العلوي، المتوفى سنة ۳۴۷.
قلتُ: ترجم له ابن عساكر في تاريخه (ج ۸، ص ۳۸۰-۳۸۱)، وقال أنه أبو محمد إسماعيل بن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام)، العلوي النقيب، المعروف بالعفيف. وذكر أنه وُلي النقابة بدمشق من قبل المقتدر بالله وكاتبه علي بن عيسى الوزير.
كما ترجم ابن عساكر في تاريخه (ج ۶۰، ص ۳۹۵) لابنه أبي الحسن موسى بن إسماعيل، وذكر أنه كان نقيب العلويين بدمشق، وقد توفي بعد سنة أربعمائة ودفن في مقبرة أبيه بباب الصغير.

الحسين بن علي الهمذاني (رقم ۲۱۶ ـ ص ۱۷۷)
ذكره المرحوم المحقق باسم: "السيد أبو طاهر، الحسين بن علي بن الحسن بن سلمة العلوي الهمداني، من أعلام القرن الخامس". وترجم له نقلاً عن السياق لعبد الغفار الفارسي، وفيه أنه جدّ الشريف أبي طالب العلوي الهمداني من الأم.
قلتُ: هو ليس سيداً علوياً، فقد ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (تحقيق: بشار عواد معروف، ج ۹، ص ۲۶۸) نقلاً عن تاريخ هَمَذان لشيرويه الديلمي، حيث ذكره باسم: "الحسين بن علي بن الحسن بن محمد بن سَلَمة، أبو طاهر الكَعبيّ الهمذاني». وهو من كبار المحدّثين بهمدان، وغالباً ما يرد اسمه في المصادر بـ"أبي طاهر بن سلمة". وقد وُلِد سنة ۳۴۰، وتوفي سنة ۴۱۶. ولم أجد ما يدلّ على تشيعه.
أما أبو طالب العلوي، سبط أبي طاهر ابن سلمة، فهو «أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الحَسَنيّ الهَمَذانيّ»، المولود سنة ۴۰۱، والمتوفى ۴۷۶.
وقد ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (تحقيق: بشار عواد معروف، ج ۱۰، ص ۳۹۶)، وقال عنه نقلاً عن تاريخ همذان لشيرويه الديلمي: «وحيد زمانه في الفضل والخُلُق، وطراز البلد. ... سمعتُ منه واستمليتُ عليه. وكان صدوقاً، حَسَن الخُلُق، خفيف الرُّوح، كريم الطّبْع، ملجأ أصحاب الحديث، أديباً، فاضلاً، من أدباء وقته.»

الخضر بن علي السمسار (رقم ۲۶۰ ـ ص ۲۰۵)
المتوفى سنة ۵۶۵. ترجم له المرحوم المحقق ترجمة موجزة نقلاً عن ميزان الاعتدال ولسان الميزان.
قلتُ: ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج ۱۶، ص ۴۴۴)، وعرّفه بأنه: «الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هاشم، أبو القاسم السمسار، ويسمى أيضاً الحسين.» ومما قاله ابن عساكر في ترجمته أيضاً: «سألتُ أبا القاسم عن مولده فقال: "سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وشهدتُ حصار أنطاكية سنة تسعين وأنا بالغ". ومات ليلة الأحد الثامن من ربيع الأول سنة خمس وستين وخمسمائة، ودفن في مقبرة الباب الصغير، وكان يترفض، وأصله من موالي بني أمية.»
وقد ترجم له أيضاً ابن العديم في بغية الطلب (ج ۷، ص ۳۳۲۱) نقلاً عن ابن عساكر.

علاء الدولة زيد بن الحسين الهمذاني (رقم ۲۸۱ ـ ص ۲۲۰)
رئيس همذان، المتوفى سنة ۵۰۲؛ وهو ابن سبط الصاحب ابن عبّاد؛ كما أنه حفيد أخي السيد أبي الحسن محمد بن أبي إسماعيل علي الهمذاني، المعروف بالوصي أو الصوفي.
قلتُ: نسبه كما يلي: زيد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن حسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو هاشم الحَسَني الهَمَذاني.
ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (ج ۱۱، ص ۳۳) وقال عنه: «رئيس البلد [أي همذان] وأميره. روى عن أبي سعد جامع بن محمد الأديب حديثاً واحداً. وكان هَيوباً، مُطاعاً، سائساً. جمع الأموال، وظَلَم، وعَسَف. وكان يطرحُ الشّيء الذي يساوي درهماً بثلاثة دراهم وأكثر. واستَعْبد النّاسَ، وعُمِّر دَهراً. تُوُفّي في رجب سنة اثنتين وخمسمائة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.»

قاسم بن الخليل الدمشقي (رقم ۴۷۲ ـ ص ۳۵۱)
قال عنه المحقق الطباطبائي: «قاسم بن الخليل الدمشقي، رافضي. لسان الميزان (۴/ ۴۵۹) عن ابن عساكر.»
قلتُ: قال عنه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج ۴۹، ص ۵۶) ما يلي: «القاسم بن الخليل الدمشقي: متكلّم يذهب مذهب الهشامية أصحاب هشام بن عمرو الفُوَطي، وهما ممن يقول بإمامة الفاضل، ويصحح إمامة الصحابة. ذكره أحمد بن الحسين المِسْمَعي في معرفة ما يحتاج الملوك إلى معرفته في أصول الدين، وأقاويل فرق الأمة.»

ابن الفحّام (رقم ۴۹۳ ـ ص ۳۶۵)
هو محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الرقّي، المعروف بابن المعتمر، نزيل دمشق، المتوفى سنة ۳۹۹. وترجم له المرحوم المحقق نقلاً عن لسان الميزان، وفيه أنه صنّف كتاباً في إنكار غسل الرجلين في الوضوء، وكتاباً في الآيات النازلة في أهل البيت.
قلتُ: ترجم له ابن عساكر في تاريخه (ج ۵۱، صص ۱۲۲-۱۲۵)، وذكر في آخرها أنه «كان يُرمى بالتشيع».

محمد بن محمد الحبّار (رقم ۵۷۰ ـ ص ۴۱۶)
هو محمد بن محمد بن أحمد، أبو عبد الله ابن السلار البغدادي الكرخي الحبّار، كما ورد في لسان الميزان لابن حجر.
قلتُ: يبدو لي اتحاده مع "ابن السلال" الآتي ذكره في الكتاب (الترجمة رقم ۵۷۱)، وهو محمد بن محمد بن أحمد بن السلال أبو عبد الله الكرخي الورّاق، المتوفى ۵۴۱، وقد ترجم له المرحوم المحقق نقلاً عن سير أعلام النبلاء.
فيظهر أن ابن السلار ـ في لسان الميزان ـ هو تصحيف لابن السلال، إذن فلا يمنع أن يكون المترجَم له حبّاراً وورّاقاً في نفس الوقت.
هذا وقد ترجم ابن الجوزي في المنتظم (ج ۱۸، ص ۵۳) لابن السلال، وذكر أنه ولد سنة ۴۴۷، وأنه دُفن بعد موته بمقابر قريش قريباً من قبر أبي يوسف. وقال عنه: «كان شيخنا ابن ناصر لا يرضى عنه في باب الدين، وقال شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي سمعت السلال المعروف في الكرخ بالتشيع.»
سه شنبه ۲۰ بهمن ۱۳۹۴ ساعت ۱۲:۱۷