آخرین نوشته ها
آمار بازدید
بازدیدکنندگان تا کنون : ۸۱٫۱۹۶ نفر
بازدیدکنندگان امروز : ۹ نفر
تعداد یادداشت ها : ۳۵
بازدید از این یادداشت : ۱٫۶۰۱

پر بازدیدترین یادداشت ها :
تحتوي مصادر حديث الشيعة على كمٍّ كبير بل هائل من تراث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وما رُوي عنهم، ولكنّ نعلم أن رواياتهم وأخبارهم ليست منحصرة في مصادر الشيعة فقط، والباحث في تراثهم (عليهم السلام) يجد في ثنايا مصادر التراث الإسلامي القديمة بمختلف مواضيعها، كالفقه والحديث والسيرة والتاريخ، مرويات كثيرة أخرى عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
ومن المصادر التاريخية الهامة التي تحوي عدداً لا بأس به من مرويات أهل البيت (عليهم السلام)، تعدّ تواريخ المدينة المنورة. فهذه المدينة المقدسة نظراً إلى أهميتها التاريخية والدينية باعتبارها مقصَد رسول الله (ص) لهجرته، حيث أسّس بها المجتمع الإسلامي الأول، وتضمّن ترابها جسده الشريف بعد أن انتقل إلى جوار ربّه، ثم سكن بها من بعده (ص) أولاده وأحفاده من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وأصحابه وتابعيهم أيضاً، فكان من شأنها أن قام عدد من المحدّثين المسلمين بتصنيف تواريخ للمدينة المنورة جمعوا فيها أخبار هذه المدينة خلال القرون الإسلامية الأولى.
ويُرجَّح أن أول تاريخ صُنِّف للمدينة المنورة هو أخبار المدينة لابن زبالة، ثم اتّبعه كلّ من ابن شبّه النميري ويحيى بن الحسن العلوي ـ وكلاهما من أصحابه ـ بتصنيف كتابٍ في أخبار المدينة، ولكن لم تُحفظ من هذه الكتب إلا أخبار المدينة لابن شبّه، وضاعت تواريخ المدينة القديمة الأخرى بفقدان مخطوطاتها، فلم تصل إلينا من أخبارها إلا ما نقلها مؤرِّخو المدينة في العصور اللاحقة، كابن النجار البغدادي، ومجد الدين الفيروزآبادي، ونور الدين السمهودي.
وبما أن الأئمة (عليهم السلام) بالإضافة إلى الكثير من أولادهم وأحفادهم، كانوا يعيشيون في المدينة المنورة، وهم أهل بيت رسول الله (ص)، وهم أدرى به من غيرهم، فمن الطبيعي أن تصبح الأخبار المروية عنهم، ولا سيما في سيرة رسول الله (ص) ومسجده الشريف والمدينة نفسها، من مصادر مصنّفي تواريخ المدينة، وأن يعتمدوا على هذه المرويات ويعمّدوا إلى نقلها في تصانيفهم.
وقد حاولنا في هذا المقال باستخراج ما رُوي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في أهمّ تواريخ المدينة القديمة، وهي «أخبار المدينة» لكل من ابن زبالة، ويحيى بن الحسن العلوي، وابن شبّه، ففيما يتعلق بتاريخي ابن زبالة ويحيى العلوي، وهما مفقدوان، اعتمدنا على ما رُوي عنهما في مصادر تاريخ المدينة المتأخرة، أما فيما يتعلق بتاريخ ابن شبّه، فقد اعتمدنا على النسخة المطبوعة من الكتاب. ثم أعقبنا بعض الروايات بتعليقات يسيرة، وضعناها بين المعقوفتين [ ] للتمييز عن النصوص الأصلية المنقولة من المصادر.

تواريخ المدينة المنوّرة القديمة
1. أخبار المدينة لابن زبالة: وهو محمد بن الحسن بن زبالة القُرشي المخزومي المدني، من أصحاب مالك بن أنس. اتّهمه علماء رجال أهل السنة بالضعف. فقد ذكر يحيى بن معين أن ابن زبالة كذّاب خبيث، لم يكن بثقة ولا مأمون، يسرق الحديث؛ وذكر البخاري أن عنده مناكير؛ وقال عنه النسائي: متروك الحديث. 1 تهذيب الكمال للمزي، ج16، ص202-205.
ويُعدّ كتابه أخبار المدينة، من أوائل ما أُلِّف في تاريخ المدينة المنورة، حيث ألّفه سنة 199هـ. وقد أكثر النقل عنه مؤرخو المدينة كالمطري في كتابه «التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة»، والمجد الفيروزآبادي في «المغانم المطابة في معالم طابة»، ونور الدين السمهودي في «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى».

2. أخبار المدينة، ليحيى بن الحسن الحسيني العلوي: وهو يحيى بن الحسن بن جعفر ـ الملقّب الحجّة ـ بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، وهو جدّ أمراء المدينة المنورة؛ وُلد فيها سنة 214هـ، وتوفي بمكة سنة 277هـ. 2 الأعلام للزركلي، ج8، ص140.
وله من المصنّفات كتاب النسب، وقد يُعرف بنسب الطالبيين 3 الإكمال لابن ماكولا، ج1، ص220؛ ج3، ص171. ، أو أنساب آل أبي طالب 4 الذريعة لآقا بزرك الطهراني، ج2، ص378. ، ولم يُعرف لهذا الكتاب إلى الآن نسخة خطية، فهو بحكم المفقود. ومن مصنّفاته كتاب المُعْقِبين من ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، طُبع مرّتين، الأولى بتحقيق فارس حَسُّون وجواد الموسوي، والثانية بتحقيق محمد بن حسين الصُمداني الحَسَني.
وله أيضاً كتاب «أخبار المدينة»، أكثر النقل عنه مؤرخو المدينة في العصور اللاحقة، ولا سيما السمهودي في كتابه «وفاء الوفا»، حيث أشار في بعض المواضع إلى نقله عن «أخبار المدينة» ليحيى بن الحسن الحسيني 5 وفاء الوفا، ج1، ص424؛ ج2، ص159؛ ج5، ص27 و61 و107. ، واكتفى في مواضع عديدة أخرى بالقول عنه: «أسند يحيى»، أو «روى يحيى»، أو «قال يحيى»، أو ما شابه من العبارات. ويظهر من كتاب السمهودي أنه كان يمتلك عدة نسخ من أخبار المدينة للعلوي، منها النسخة التي رواها ابن المؤلف طاهر بن يحيى عن أبيه 6 وفاء الوفا، ج1، ص155 و424؛ ج2، ص160 و239 و314؛ ج3، ص215؛ ج5، ص29. ، ومنها النسخة التي رواها حفيده الحسين بن محمد بن يحيى عن جدّه 7 وفاء الوفا، ج5، ص29. .

3. أخبار المدينة، لابن شَبَّه: وهو أبو زيد عمر بن زيد ـ الملقّب شَبّه ـ بن عبيدة النُمَيري البصري، المتوفى بسامراء سنة 262هـ. ذكر له ابن النديم عدداً من المصنّفات التاريخية، ولا سيما ما ألفها في أخبار المدن، منها كتاب مكة، وكتاب الكوفة، وكتاب البصرة. 8 الفهرست لابن النديم، ص125. وقد وثّقه علماء الرجال كابن حِبّان والدارقطني والخطيب البغدادي. 9 تهذيب الكمال، ج14، ص91.
وكتابه «أخبار المدينة» يعدّ الوحيد مما وصلت إلينا من تواريخ المدينة القديمة والتي أُلِّفت خلال القرون الإسلامية الثلاثة الأولى، وإن لم يصل إلينا النص الكامل للكتاب. فالنسخة الخطية الوحيدة منه تنقصها فصول من الكتاب منها فترة خلافة الإمام علي (عليه السلام). وقد طُبع الكتاب أولاً بتحقيق فهيم محمد شلتوت باسم «تاريخ المدينة المنورة»، ثم أعادت نشره دار الكتب العلمية ببيروت سنة 1417هـ بتحقيق علي محمد دندل وياسين سعد الله بيان. وقد اعتمدنا في هذا المقال على طبعة شلتوت.

كتاب أخبار المدينة لابن زبالة
«[أخبرنا يحيى بن أسعد بخطه، أنبأنا أبو علي الحداد، عن أبي نعيم الأصبهاني، قال: كتب إلي أبو محمد الخواص، أن محمد بن عبد الرحمن أخبره، أنبأنا الزبير بن بكار،] حدّثنا محمد بن الحسن، عن سفيان بن عُيَيْنَة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: غُسِّل رسول الله (ص) من بئرٍ يقالُ لها بئر غَرِسٍ، وكان يشرب منها.»
(الدُرّة الثمينة لابن النجار، ص174 و176)

«عن جعفر بن محمد قال: إن النبي (ص) كان بَنى 10 في المغانم المطابة: "يبني". مسجده بالسَّميط (لبنةً لبنةً) 11 بين الهلالين إضافة من وفاء الوفا. ، ثم إن المسلمين 12 في المغانم المطابة: "الناس". كثروا فبناهُ بالسَّعيدة، فقالوا: يا رسول الله، لو أمرتَ به فزِيدَ فيه 13 في وفاء الوفا: "لو أمرتَ من يزيدَ فيه". ، فقال: نعم، فأمر به، فزيدَ فيه، وبنى جداره بالأنثى والذكر، ثم اشتدّ عليهم الحَرُّ، فقالوا: يا رسول الله، لو أمرتَ بالمسجد فَظُلِّل، قال: نعم. فأمَرَ به، فأُقيمَتْ سوارٍ 14 في وفاء الوفا: "فيه سواري". من جُذوع النخل، ثمّ طُرِحَت عليها العوارض والخَصَفُ والإذخِرُ، فعاشُوا فيه وأصابَتْهُمُ الأمطارُ، فجعل المسجدُ يَكِفُ عليهم، فقالوا: يا رسول الله، لو أمرتَ بالمسجد فَطُيِّنَ، فقال: لا، عَريشٌ كعَريشِ موسى. فلم يزل كذلك حتى قُبِضَ (رسول الله) 15 إضافة من وفاء الوفا. (ص)، وكان جدارُه قبل أن يُظَلّل قامةً، (فكان إذا فاء الفيء ذراعاً ـ وهو قدمان 16 في رواية الكافي للكليني: قدر مربض. ـ يُصَلَّى الظهر، فإذا كان ضِعفَ ذلك صُلِّي العصر) 17 بين الهلالين إضافة من وفاء الوفا.
(المغانم المطابة للفيروزآبادي، ج1، ص410؛ وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص43-44)
[قلتُ: ذكر السمهودي أنّ هذه الرواية أخرجها ابن زبالة، ورواها يحيى بن الحسن العلوي من غير طريقه؛ وأضاف بعد سرد الرواية أنهما نقلا عن الإمام جعفر (عليه السلام) تفسير السميط والسعيدة والأنثى والذكر كما ورد في رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أوردها رزين بن معاوية العبدري السرقسطي (ت 535هـ) في كتابه «أخبار دار الهجرة»، وهي أن السميط: لَبِنَةً على لَبِنَة، والسعيدة: لبنة ونصف أخرى، والذكر والأنثى: لبنتان مختلفان. أما الفيروزآبادي فقد رفعها إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، فقمتُ بمقابلة نصّ الرواية كما ورد في المغانم المطابة، مع نصّها كما ورد في وفاء الوفا، ووحدّدتُ مواضع الاختلاف بين النصّين في الهامش.
وروى الكليني مثل هذه الرواية في الفروع من الكافي (ج3، ص295-296)، وفيها إضافات يسيرة على ما رُويت في تواريخ المدينة، منها تفسير السميط والسعيدة والأنثى والذكر بما يوافق رواية رُزين. وإسناد رواية الكليني كما يلي: علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).]


«وروى ابن زبالة عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه، أن ناساً كانوا يقدمون على النبي (ص) لا شيء لهم، فقالت الأنصار: يا رسول الله، لو عجلناك قنواً من كلِّ حائط لهؤلاء، قال: أجل فافعلوا، ففعلوا، فجرى ذلك إلى اليوم، فهي الأقناء التي تُعَلَّق في المسجد عند جدار النخل فيعطاها المساكين، وكان عليها على عهد رسول الله (ص) معاذ بن جبل.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص197)

«وروى ابن زبالة من طريق جعفر بن محمد عن أبيه، قال: أمر رسول الله (ص) براوية الخمر التي أهدى له الدوسي فأهريقت بالسوق عند بيت أم كلاب حيث يُهراق الشراب اليوم.» 18 ذكر قاسم السامرائي محقق كتاب «وفاء الوفا» في الهامش أن هذا حدث في مكة، اعتماداً على رواية الدارمي في سننه (ج2، ص256) وفيها: «قال: فأمر بها فأُفرغت في البطحاء». ولكن السمهودي علّق على رواية ابن زبالة أن في كتاب الأم للشافعي (ج1، ص199) ما يقتضي تسمية سوق المدينة بالبَطحاء، فقد روى الشافعي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه أنه قال: «كان رسول الله (ص) يخطب يوم الجمعة، وكان لهم سوق يقال له: البطحاء، كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيلَ والإبل والغنم والسمن، فقدموا فخرج إليهم الناسُ...» الحديث.
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص89)

«عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله (ص) دخل مسجد الفتح فَخَطا خطوةً ثم الخطوة الثانية، ثم قام ورفع يديه إلى الله تعالى حتى رؤيَ بياض إبطيه ـ وكان أعفَرَ الإبطين ـ فدعا حتى سقط رداؤه عن ظهره، فلم يرفعه حتى دعا دعاءً 19 في وفاء الوفا: "ودَعا". كثيراً، ثم انصرف.»
(المغانم المطابة للفيروزآبادي، ج2، ص531؛ وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص182-183)
[قلتُ: رواها الفيروزآبادي مرفوعاً إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، ولكن يظهر من قول السمهودي أنّ مصدر الخبر كتاب ابن زبالة.]

«روى ابن زبالة عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: دَفَنَ رسول الله (ص) فاطمة بنت أسد بن هاشم ـ وكانت مهاجرةً مبايعةً ـ بالروحاء، مقابل حُمام أبي قطيفة. قال: وثَمَّ قبر إبراهيم بن النبي (ص) وقبر عثمان بن مظعون.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص274)
[قلتُ: ورواها أيضاً ابن النجار في الدّرة الثمينة (ص462-463) مرفوعاً إلى عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه عن جدّه، إلى قوله: «أبي قطيفة».
وهذه الرواية تعارضها رواية ابن شبّه في تاريخ المدينة (ج1، ص127) في تحديد موضع قبر العباس بن عبد المطلب، نقلاً عن عبد العزيز بن عمران، بأن العباس دُفن عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل. ويوافق هذا القول ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد (ج2، ص17 و19) من أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) دُفن عند جدّته فاطمة بنت أسد بالبقيع بناءً على وصيّته قبل وفاته.]


«وروى ابن زبالة عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن رسول الله (ص) صلّى في المسجد الذي عند الشيخين، وأنه عَدَل من ثمَّ يومَ أُحُدٍ إلى أُحُدٍ.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص231)

«وروى ابن زبالة عن خالد بن عوسجة: كنتُ أدعو ليلةً إلى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي باب الدار، فمرّ بي جعفر بن محمد يريد العُرَيض معه أهله، فقال لي: أعَن أَثَرٍ وقفتَ هاهنا؟ قلتُ: لا. قال: هذا موقف نبيّ الله (ص) بالليل إذا جاء يستغفر لأهل البقيع.» 20 وعلّق السمهودي أن ابن زبالة قال عقب إيراد هذا الخبر: «ودار عقيل الموضع الذي دُفِن فيه».
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص266-267)
[قلتُ: هذه الرواية نقلها ابن النجار في الدرة الثمينة (ص465) مع إسقاط بعض الكلمات، وفي إسنادها: «حدّثنا محمد بن عيسى، عن خالد عن عوسجة». ويبدو لي أن محمد بن عيسى تصحيف لمحمد بن حسن، وهو ابن زبالة، وخالد عن عوسجة تصحيف لخالد بن عوسجة.
ورواها أيضاً الفيروزآبادي في المغانم المطابة (ج2، ص505)، مرفوعاً إلى خالد بن عوسجة.]


«وعن جعفر بن محمد: أن قبر إبراهيم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها: الزوراء، بالبقيع ـ فهُدِمَت ـ مرتفعاً عن الطريق.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص270)
[قلتُ: هذه الرواية رواها ابن النجار في الدرة الثمينة (ص460) مرفوعاً إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، ولا توجد فيها لفظة «هُدِمَت»، فلعلّها إضافة من السمهودي.]

«روى ابن زبالة عن محمد بن عبيد الله بن علي، قال: قبور أزواج النبي (ص) من خوخة نُبيه إلى الزقاق الذي يخرج إلى البقّال مستطيرة.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص295)
[قلتُ: هذه الرواية رواها ابن النجار في الدرة الثمينة (ص458) دون أن يسندها إلى ابن زبالة، وباختلاف في بعض ألفاظها، قائلاً: «وروى محمد بن عبد الله بن علي أنه قال: قبور أزواج النبي (ص) من خوخة بيته إلى الزقاق؛ يعني بالبقيع.»]

«وعن حسن بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي أنه هَدَم منزله في دار علي بن أبي طالب، فقال: فأخرجنا حجراً مكتوباً فيه: «هذا قبر رملة بنت صخر»، قال: فسألنا فائداً مولى عبادل، فقال: هذا قبر أم حبيبة ابنة أبي سفيان.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص296؛ المغانم المطابة.)
[قلتُ: علّق السمهودي عقب هذه الرواية أنها تخالف رواية أخرى تفيد أن قبر أم حبيبة في دار عقيل، واحتمل أن عقيل تصحّف في هذه الرواية بعلي (عليه السلام).
وروى ابن شبّه في تاريخ المدينة (ج1، ص120) قصة اكتشاف قبر أم حبيبة في دار عقيل بتفاصيل مختلفة، ونصّ هذه الرواية:
«حدّثنا محمد بن يحيى قال: أخبرني عبد العزيز بن عمران، عن يزيد بن السائب قال: أخبرني جدي قال: لما حفر عقيل بن أبي طالب في داره بئراً وقع على حجر منقوش مكتوب فيه: قبر أم حبيبة بنت صخر بن حرب، فدفن عقيل البئر، وبنى عليه بيتاً. قال يزيد بن السائب: فدخلت ذلك البيت فرأيت فيه ذلك القبر.»]


«عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن سلمان الفارسي كان لناسٍ من بني النضير، فكاتَبُوه على أنْ يغرس لهم كذا وكذا وَدِيَّةً حتى تبلغ عشر سَعفات، فقال النبي (ص): ضَعْ عند كلِّ فقير وَديةً، ثم غدا إلى النبي (ص) فوضعه بيده، ودعا له، فما عطبت منها وَدِيَّةٌ، ثمّ أفاءها الله على نبيّه (ص) فهي الميثب صدقة النبي (ص) بالمدينة.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص407)

«روى ابن زبالة عن علي بن أبي طالب: أن النبي (ص) صلّى في مسجد ينبع بعين بُولا.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص458)

كتاب أخبار المدينة ليحيى العلوي
«أخبرني يحيى بن حسن العلوي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن موسى بن جعفر بن أبي كثير قال: بينما الوليد بن عبد الملك يخطب على المنبر إذ تكشفت الكلّة عن بيت فاطمة بنت رسول الله (ص) ووراءها الحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام، فنظر الوليد فإذا هو بالحسن يسرح لحيته، وهو على المنبر، فلما نزل أمر بهدم بيت فاطمة، وإن حسن بن حسن وفاطمة بنت الحسين أبوا أن يخرجوا منه، قال: إن لم تخرجوا منه هدمته عليكم، فأبوا أن يخرجوا وأمر بهدمه عليهم، وفي البيت حسن بن حسن وفاطمة بنت حسين وولدها من حسن، فنزع أساس البيت وهم فيه، فلما نزعه قال: إن لم تخرجوا قوضناه عليكم، فخرجوا منه حتى أتوا دار علي نهاراً، وبعث حسن بن حسن ابنه جعفر، وكان أسنّ ولده، فقال له: اذهب إلى المسجد ولا تريمنّ حتى يبنون 21 كذا في المطبوع من الكتاب، والصحيح: «حتى يبنوا». ، فتنظر الحجر الذي من صفته كذا وكذا، هل يدخلونه في بنيانهم أم لا. فخرج جعفر فلم يزل يرصدهم وهم يبنون، حتى رفعوا الأساس وأخرجوا الحجر، فجاء جعفر إلى أبيه فأخبره، فخر ساجداً وقال: ذلك حجر كان النبي (ص) يصلي إليه إذ دخل إلى فاطمة، أو كانت فاطمة تصلي عليه ـ الشكّ من يحيى ـ.
قال حسين: وأخبرني شيخ من قضاعة يكنى أبا جعفر، قال: حدّثني سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سمعتُ علي بن موسى الرضا يقول: وَلدت فاطمة الحسن والحسين على ذلك الحجر.
قال أبو حسين: ورأيتُ الحسين بن عبد الله بن الحسن إذا اشتكى شيئاً من جسده كشف الحصباء عن الحجر، يمسح به ذلك.
قال يحيى: ولم يزل ذلك الحجر نراه ونكشف عنه حتى جاء عمر الصانع المسجد ففقدناه، عندما أزّرنا القبر بالرخام، وكان الحجر لاصقاً بجدار القبر قريباً من المربعة.
أخبرني يحيى بن حسن قال: حدّثني إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد قال: حدّثني أخي علي بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، أن علياً دفن فاطمة بنت رسول الله ـ عليهما سلام الله ـ في المسجد، عند زور قبر النبي (ص).
قال: وحدّثني زبير عن محمد بن حسن عن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن محمد كان يقول: قبر فاطمة بنت رسول الله (ص) في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد.
حدّثني يحيى بن حسن قال: حدّثني موسى بن عبد الله قال: أخبرني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال: وُلد عبد الله بن حسن في بيت فاطمة بنت رسول الله (ص) في المسجد.»
(كتاب المناسك، المنسوب خطأً إلى أبي إسحاق الحربي، ص366-367)
[قلتُ: اختصر هذه الرواية السمهودي ونقلها في تاريخه (وفاء الوفا، ج2، ص337-338) قائلاً:
«روى [يحيى] ما حاصله: أن بيت فاطمة الزهراء لما أخرجوا منه فاطمة بنت حسين وزوجَها حسن بن حسن وهدموا البيت بعث حسن بن حسن ابنه جعفراً، وكان أسنَّ ولده، فقال له: اذهب ولا تبرحنَّ حتى يبنوا فتنظر الحجر الذي من صفته كذا وكذا، هل يُدخلونه في بنيانهم، فلم يزل يرصُدُهم حتى رفعوا الأساس وأخرجوا الحجر، فجاء جعفر إلى أبيه فأخبره، فخرّ ساجداً وقال: ذلك حجرٌ كان النبي (ص) يصلي إليه إذا دخل إلى فاطمة أو كانت فاطمة تصلي إليه ـ الشكّ من يحيى ـ. وقال علي بن موسى الرضا: وَلَدَتْ فاطمة عليها السلام الحسن والحسين على ذلك الحجر.»]


«أنبأنا أبو جعفر الواسطي، عن أبي طالب بن يوسف، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي، عن عمر بن شاهين، أنبأنا محمد بن موسى، حدّثنا أحمد بن محمد الكاتب، حدّثني طاهر بن يحيى، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي قال: لما دُفِن رسول الله (ص) جاءتْ فاطمة فوقفتْ على قبره، وأخذت قبضةً من تراب القبر، فوضعته على عينها وبَكَتْ، وأنشأتْ تقول:
ماذا على من شَمَّ تربةَ أحمدِ * أن لا يَشُمَّ مدى الزمانِ غواليا
صُبّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنها * صُبَّتْ على الأيام عُدنَ لياليا
ورُوي عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: ما رُئِيَتْ فاطمة بعد أبيها ضاحكةً، ومكثتْ بعده ستة أشهر.»
(الدُرّة الثمينة لابن النجار، ص383؛ ورواها السمهودي في وفاء الوفا (ج5، ص108) عن تحفة ابن عساكر، أي «إتحاف الزائر لإطراف المقيم السائر» لأبي اليُمن عبد الصمد ابن عساكر، وهو رواه بدوره عن ابن النجار.)

«وروى جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جدّه أن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت تختلف بين اليومين والثلاثة إلى قبور الشهداء بأُحُد، فتصلي هناك وتدعو وتبكي حتى ماتت.»
(الدُرّة الثمينة لابن النجار، ص211؛ وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص323)
[قلتُ: رفعها ابن النجار إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، عن أبيه عن جدّه، وقد أشار السمهودي أن هذه الرواية رواها يحيى.
وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (ج1، ص377) بإسناده عن الإمام الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين (عليهم السلام) عن أبيه أن فاطمة كانت تزور قبر عمّها حمزة كلَّ جمعة فتصلّي وتبكي عنده.]


«وروى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه عن جدّه: أنه كان إذا جاء يُسَلِّمُ على النبيّ (ص) وقف عند الأسطوانة التي مما يلي الروضة، فيُسلِّمُ، ثمّ يقول: هاهنا رأس رسول الله (ص).»
(الدُرّة الثمينة لابن النجار، ص435-436؛ وفاء الوفا للسمهودي، ج5، ص61)
[قلتُ: هذه الرواية رفعها ابن النجار إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، وقد ذكر السمهودي أن يحيى بن الحسن العلوي رواها في كتابه.]

«وعن جعفر بن محمد عن أبيه: كُفِّنَ [رسول الله (ص)] في ثوبين صحاريين مما يُصنَع بعمان من كُرسُف وبرد حِبَرة.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج1، ص528)

«وأسند [أي يحيى] عن عمر بن علي بن الحسين، قال: كان بيت فاطمة في موضع الزور، مخرج النبي (ص)، وكانت فيه كُوَّةٌ إلى بيت عائشة، فكان رسول الله (ص) إذا قام إلى المخرج اطَّلَع من الكوّة إلى فاطمة فعلم خبرهم، وأنّ فاطمة قالت لعلي: إن ابْنَيَّ أمسيا عليلين فلو نظرت لنا أدماً نستصبح به، فخرج علي إلى السوق فاشترى لهم أدماً، وجاء به إلى فاطمة فاستصبحت، فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم، وذكر كلاماً وقع بينهما، فلما أصبحوا سألت فاطمة النبي (ص) أن يَسُدَّ الكوّة، فسَدَّها رسول الله (ص).»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص207)

«وعن جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قدم رسول الله (ص) قومٌ عُراةٌ كانوا غُزاةً بالروم، فدخل على فاطمة وقد سترت ستراً، قال: أيسُرُّكِ أنْ يسترك الله يومَ القيامة؟ فأعطنيه، فأعطَتْه، فخرج به فشقَّه لكل إنسان ذراعين في ذراع.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص209-210)
[قلتُ: لم يذكر السمهودي مصدر هذه الرواية، ولكن يبدو أن قوله: «وعن جعفر بن محمد» (عليهما السلام) استئناف على قوله: «وأسند يحيى عن محمد بن قيس: ...» عند نقله لرواية سابقة لها.]

«وعن علي قال: زارنا النبي (ص) فبات عندنا والحسن والحسين نائمان، واستسقى الحسن، فقام النبي (ص) إلى قِرْبَةٍ لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يُعَبْعِبُه، فتناول الحسين فمنعه، وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله كأنه أحبُّ إليك قال: إنما استسقى أول، ثم قال رسول الله (ص): إني وإياك وهذان وهذا الراقد ـ يعني علياً ـ يوم القيامة في مكان واحد.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص210)
[قلتُ: يبدو أن السمهودي نقل هذه الرواية ـ كالرواية السابقة ـ من كتاب يحيى. وروى الطبراني في المعجم الكبير (ج22، ص405-406) روايتين وروى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (ج3، ص137) رواية في هذا المعنى.]

«وعن علي قال: زارنا رسول الله (ص) فعملنا له خزيرة، وأهدتْ لنا أم أيمن قَعْباً من لبن وصحفة من تمر، فأكل رسول الله (ص) وأكلنا معه، ثم وضَّأْتُ رسول الله (ص) فمسح رأسه وجبهته ولحيته بيده، ثم استقبل القبلة فدعا بما شاء، ثم أكبّ إلى الارض بدموع غزيرة؛ يفعل ذلك ثلاث مرات، فتهيبنا رسول الله (ص) أن نسأله، فوثب الحسين على ظهر رسول الله (ص) وبكى، فقال له: بأبي وأمي ما يبكيك؟ قال: يا أبتِ رأيتك تصنع شيئاً ما رأيتك تصنع مثله، فقال رسول الله (ص): يا بنيَّ سُررتُ بكم اليوم سروراً لم اُسَرَّ بكم مثله قط، وإن حبيبي جبريل (عليه السلام) أتاني وأخبرني أنكم قَتْلى، وأن مصارعكم شَتّى، فأحزنني ذلك، ودعوت الله تعالى لكم بالخيرة.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص210)
[قلتُ: يبدو لي أن هذه الرواية ـ کالروایتين السابقتين ـ نقلها السمهودي من أخبار المدينة ليحيى العلوي.]

«وروى يحيى من طريق ابن زبالة وغيره عن علي بن حسن بن حسن بن حسن ـ وكان من خيار الناس ـ أن رسول الله (ص) أمر بإجمار المسجد، قال: ولا أعلمه إلا قال: يوم الجمعة.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص449)

«وعن جعفر بن محمد، قال: لا بأس بأن يُدفن القملة في المسجد.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج2، ص452)

«وقال يحيى بن الحسن في أخبار المدينة له: حدّثنا بكر بن عبد الوهّاب، حدّثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جدّه عن علي بن أبي طالب: أن النبي (ص) قال: المسجد الذي أُسِّسَ على التقوى من أول يوم هو مسجد قُباء، قال الله جلّ ثناؤه: ((فيهِ رجالٌ يُحِبّونَ أن يَتَطَهّرُوا واللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرين)) 22 التوبة: 108.
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص141)
[وذكر السمهودي عقب إيراد هذه الرواية: «وعيسى بن عبد الله يظهر لي أنه عيسى بن عبد الله بن مالك، وهو مقبول، فيكون جدُّه حينئذٍ عبد الله بن مالك، وهو شيخ مقبول يروي عن علي وابن عمر...». قلتُ: بل يمكن أن يكون: عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والذي يُروى عنه أيضاً عن أبيه عن جدّه؛ منها ما رواها ابن النجار في الدّرة الثمينة (ص462-463).]

«[رُوي عن علي]: أمرني رسول الله (ص) فقال: يا علي، إذا أنا مُتُّ فاغسلني من بئري بئر غرس بسبع قِرَب لم تحلل أوكِيَتُهُنَّ.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج3، ص390)
[قلتُ: وروى بهذا المعنى ابن ماجة في سننه (ج1، ص471) عن عبّاد بن يعقوب عن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين (عليه السلام)، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (ص): «إذا أنا مُتُّ فَاغسلوني بسبعِ قِرَبٍ من بئري، بئر غرس.»]

«روى يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني في أخبار المدينة له من طريق النعمان بن شبل، قال: حدّثنا محمد بن الفضل المديني سنة ستٍ وسبعين، عن جابر، عن محمد بن علي، عن علي قال: قال رسول الله (ص): "من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزُرْني فقد جفاني.»
(وفاء الوفا للسمهودي، ج5، ص27)
[قلتُ: علّق السمهودي على إسناد هذا الحديث: أن «محمد بن علي، إنْ كان أبا جعفر الباقر، فالسند منقطع، لأنه لم يُدرك جدّه علي بن أبي طالب، رضي الله عنه. وإنْ كان ابن الحنفيّة، فقد أدرك أباه علياً.» ونرجّح أن المذكور في إسناد الرواية هو محمد بن الحنفية.
ونقل السمهودي عن أبي سعيد الخركوشي في كتابه «شرف المصطفى» أنه روى عن علي بن أبي طالب [عليه السلام] قال: قال رسول الله (ص): «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزر قبري فقد جفاني.»]


كتاب أخبار المدينة لابن شَبّه
«حدّثنا القَعْنَبيّ قال: حدّثنا سليمان بن بلال، عن جعفر، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: ((فيهِ رجالٌ يُحِبّونَ أن يَتَطَهّرُوا واللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرين)) 23 التوبة: 108. ، كانوا يستنجون بالماء.
حدّثنا فُلَيْح بن محمد اليماني قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه: أن هذه الآية نزلت في أهل قُباء.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص48)

«حدّثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر، عن أبيه: أن النبي (ص) رَشّ على قبر ابنه إبراهيم، وأنه أول من رُشَّ عليه. قال: ولا أعلم إلا أنه قال: وحثا عليه بيديه من التراب، وقال حين فرغ من دفنه عند رأسه: السلام عليكم.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص99)
[قلتُ: هذه الرواية رواها السمهودي في وفاء الوفا (ج3، ص268) مرفوعاً إلى محمد بن عمر. وروى الشافعي في كتاب الأم (ج1، ص273) عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه ـ عليهما السلام ـ: أن النبي (ص) رَشَّ على قبر ابنه إبراهيم ووضع عليه حصباء.]

«[حدّثنا محمد بن يحيى قال: أخبرني محمد، أنه سمع عبد الله بن حسين بن علي يذكر، عن عكرمة بن مصعب العبدري، ...] وأخبرنا أيضاً عن عكرمة بن مصعب، عن محمد بن علي بن عمر أنه كان يقول: قبر فاطمة بنت رسول الله (ص) زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص105)
[قلتُ: هذا القول يُعارضه قول آخر يُفيد بدفن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في منزلها الذي دخل فيما بعد في المسجد النبوي الشريف، بناءً على أخبار مروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، منها الروايتان التاليتان المرويّتان عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)؛ ومنها ما رُوي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) من أنها «دُفنت في بيتها فلما زادت بنو أمية في المسجد صارت في المسجد»، كما في الكافي للكليني (ج1، ص461) وعيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق (ج1، ص278).]

«قال [أبو غسّان]: وأخبرني عبد العزيز بن عمران، عن حمّاد بن عيسى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: دَفن علي فاطمة ليلاً في منزلها الذي دخل في المسجد، فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص106)
[قلتُ: علّق ابن شبّه على هذا الخبر قائلاً: «وأظن هذا الحديث غلطاً، لأن الثبت جاء في غيره.» وقد أشرنا أن الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) تقتضي دفن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في منزلها في المسجد النبوي الشريف.]

«حدّثنا أبو غسّان، عن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله، أن جعفر بن محمد كان يقول: قُبِرَتْ فاطمة في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص107)

«وأما فاطمة بنت أسد، أم علي بن أبي طالب، فإن عبد العزيز حدّث عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن ذبيان، عن محمد بن علي بن أبي طالب قال: لما استقرّ بفاطمة، وعلم بذلك رسول الله (ص) قال: إذا توفيت فأعلموني. فلما توفيت خرج رسول الله (ص) فأمر بقبرها، فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحداً، ولم يضرح لها ضريحا، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ فيه القرآن، ثم نزع قميصه، فأمر أن تكفن فيه، ثم صلّى عليها عند قبرها فكبر تسعا وقال: ما أُعفِيَ أحدٌ من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد. قيل: يا رسول الله، ولا القاسم؟ قال: ولا إبراهيم. وكان إبراهيم أصغرهما.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص123-124)

«حدّثنا محمد بن بكار قال: حدّثنا حبان بن علي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت تزور قبر حمزة، تَرُمُّه وتُصْلِحُه، وقد تَعَلَّمَتْه بحَجَر.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص132)
[قلتُ: روى ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج3، ص19) مثل هذا الخبر قائلاً: «أخبرنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا زياد بن المنذر، عن أبي جعفر قال: كانت فاطمة تأتي قبر حمزة، تَرُمُّه وتُصْلِحُه.»]

«حدّثنا عبد الواحد بن غياث قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن الحَجّاج بن أرطاة، عن أبي جعفر، عن جابر: أن رسول الله (ص) كان يلبس في العيدين بُردَه الأحمر.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص142)

«حدّثنا محمد بن حاتم قال: حدّثنا هشيم، عن الحجّاج، عن أبي جعفر: أن النبي (ص) كان يلبس يوم الجمعة بُردَه الأحمر ويعتمُّ يوم العيدين.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص142-143)

«حدّثنا عُبيد بن جياد قال: حدّثنا رجل، عن محمد بن أبان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن النبي (ص) خرج يستسقي، فاستقبل القبلة وحوّل رداءه، وأومأ إلى الناس أن قوموا، فدعا قائماً والناس قيامٌ. قال محمد: فقلتُ لجعفر: ما أراد بتحويل ردائه؟ قال: أن يتحوّل القَحْط.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص145)

«حدّثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جُرَيح، عن أبي جعفر: أن النبي (ص) غُسِّلَ من بئر سعد بن خَيْثَمَة، بئر كان يُستَعْذَبُ له منها.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص161-162)

«حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جُرَيح، عن أبي جعفر: أن النبي (ص) غُسِّل من بئر سعد بن خيثمة، بئر يقال لها الغَرْس بقُباء، كان يشرب منها.»
«حدّثنا موصل بن إسماعيل قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جُرَيج، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: غُسِّل النبي (ص) من بئرٍ يُقال لها الغَرْس كان يشرب منها.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص162)
[قلتُ: روى ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج2، ص280) مثل هذين الخبرين مع زيادة عليهما، قائلاً: «أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي قال: أخبرنا ابن جُرَيح عن أبي جعفر محمد بن علي قال: غُسِل النبي (ص) ثلاثَ غَسَلاتٍ بماءٍ وسِدْرٍ، وغُسِلَ في قميصٍ، وغُسلَ من بئرٍ يقال لها الغَرْس لسعد بن خيثمة بقُباء، وكان يشرب منها. ووَليَ عليٌّ غَسلتَه والعباس يصبّ الماء والفضل محتضنُه يقول: أرِحْني أرِحْني قَطَعْتَ وَتيني! إنّي أجد شيئاً يتنزّل عَلَيّ! مرّتين.»]

«قال [حيّان بن بشر]: وحدّثنا يحيى قال: حدّثنا حفص، عن جعفر، عن أبيه قال: قضى رسول الله (ص) في سَيْل مَهْزور، أن لأهل النخل إلى العقبين، ولأهل الزرع إلى الشراكين، ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص171)

«[قال أبو غسّان:] فحدّثني عبد العزيز بن عمران، عن أبان بن محمد البجلي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كانت «الدلال» لامرأة من بني النضير، وكان لها سلمان الفارسي، فكاتبته على أن يُحْييها لها ثم هو حُرٌّ، فأعلم ذلك النبي (ص)، فخرج إليها فجَلَس على فَقير 24 الفَقير هو البئر التي تُغْرَسُ فيها الفَسيلة. وقال الجوهري: حَفيرٌ يُحفَرُ حَوْلَ الفَسيلةِ إذا غُرسَتْ. يُنظَر: لسان العرب لابن منظور، ص3446. ، ثم جعل يحمل إليه الوَدْي فيضعه بيده، فما عَدَت منها وَدْيَةٌ أن أطلعت. قال: ثم أفاءها الله على رسوله (ص).»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص174)

«حدّثنا القعنبيّ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمر، وعن أبي سلمة: أن فاطمة بنت رسول الله (ص) أتت أبا بكر، فذكرت له ما أفاء الله على رسوله بفَدَك، فقال أبو بكر: إنّي سمعتُ النبي (ص) يقول: «إن النبي لا يورث»، من كان النبي يعوله فأنا أعوله، ومن كان ينفق عليه فأنا أنفق عليه. قالت يا أبا بكر: أترثك بناتُك ولا ترِثُ رسول الله (ص) بناته؟ قال: هو ذاك.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص198-199)

«قال أبو غسّان: وأخبرني عبد العزيز بن عمران، عن سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: بُشِّر علي بالبُغَيْبِغَة حين ظهرت، فقال: تسر الوارث. ثم قال: هي صدقة على المساكين وابن السبيل وذي الحاجة الأقرب.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص220)

«حدّثنا القعنبيّ، قال: حدّثنا سليمان بن بلال، عن جعفر، عن أبيه: أنّ عمر قطع لعلي يَنْبُع، ثم اشترى علي إلى قطيعة عمر أشياء فحفر فيها عَيْناً، فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء، فأُتِيَ علي فبُشّر بذلك، فقال: يسر الوارث. ثم تصدّق بها على الفقراء والمساكين، وفي سبيل الله، وأبناء السبيل القريب والبعيد، في السلم والحرب، ليوم تبيضّ فيه وجوه وتسودّ وجوه، ليصرف الله بها وجهي عن النار، ويصرف النار عن وجهي.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج1، ص220)

«حدّثنا القعنبيّ، والحكم بن موسى، قالا: حدّثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن عبد الله مولى غُفْرة قال: حدّثني إبراهيم [بن] محمد من ولد علي، قال: كان [علي] 25 بين المعقوفتين إضافة من الطبقات الكبرى لابن سعد (ج1، ص411). إذا نعت رسول الله (ص) قال: لم يكن بالطويل المُمَغّط، ولا القصير المتردّد، وكان ربْعةً من القوم، ولم يكن بالجَعْد القَطَط ولا السّبْط، كان جعداً رَجِلاً، ولم يكن بالمُطَهّم ولا المُكَلْثم، وكان في الوجه تدوير، أبيض مُشْرَب، أدعَجَ العينين، أهدَبَ الأشفار، جليلَ المُشاش 26 في الطبقات لابن سعد: "جليل المُشاش والكَتِد". ، أجرد ذو مَسْرُبة، شَثْنَ الكفّين والقدمين، إذا مشى تقلّع كأنما يمشي في صَبَب، وإذا التفت التفت معاً، بين كَتِفَيْهِ خاتم النبوّة، وهو خاتم النبيّين، أجود الناس كفّاً، وأرحب وأجرأُ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجةً، وأوفى الناس بذمّة، وألْينهم عريكةً، وأكرمهم عشيرةً، من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه معرفةً أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله. صلّى الله عليه وسلم.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص604-605)
[قلتُ: رواها ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج1، ص411-412) نقلاً عن سعيد بن منصور والحكم بن موسى بالطريق المذكور أعلاه.]

«حدّثنا حيّان بن بشر، قال: حدّثنا جرير، عن أبي حباب، عن زبيد، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى علي وهو في مسجد الكوفة يحتبي بحمائل سيفه، فقال: يا أمير المؤمنين! صف لي رسول الله (ص)، صفه كأني أنظر إليه. فقال: كان (ص) أبيضَ اللون، مُشْرَباً حمرة، أدعجَ العينين، سبط الشعر، دقيق المَسْرُبة، سهل الخدّ، كثّ اللحية، ذا وفرة، كأن عُنُقَه إبريق فضة، وكان له شعر من لَبّته إلى سُرّته يجري كالقضيب، لم يكن في صدره ولا في بطنه شعرٌ غيره، كان شَثنَ الكفّ والقدم، إذا مشى كأنّه ينحدر من صَبَبٍ، وإذا مشى 27 في الطبقات لابن سعد: "وإذا قام". كأنما يتقلّع 28 في الطبقات لابن سعد: "يَنْقَلِعُ". من صخرٍ، وإذا التفت التفت جميعاً، لم يكن بالقصير ولا بالطويل 29 في الطبقات لابن سعد بعد هذه العبارة: «ولا بالعاجز ولا اللئيم». ، كأنّ عَرَقَهُ في وجهه اللؤلؤ، وريحُ عَرَقه أطيب من ريح المسك الأذفر، لم أر مثله قبله ولا بعده.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص606-607)
[قلتُ: رواها ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج1، ص410) نقلاً عن يعلى ومحمد ابنيْ عبيد الطنافسيان وعبيد الله بن موسى العبسي ومحمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي عن مجمّع بن يحيى الأنصاري عن عبد الله بن عمران عن رجل من الأنصار.]

«حدّثنا محمد بن حاتم، قال: حدّثنا مسعدة 30 ورد هذا الاسم في المطبوع: «سعدة» تصحيفاً، وما أثبتناه يوافق النسخة المخطوطة للكتاب. وهو مسعدة بن إليسع بن قيس اليشكري الباهلي البصري، من أصحاب الصادق (عليه السلام). قال عنه النجاشي في رجاله (ص415): «مسعدة بن اليسع، له كتاب. أخبرنا ابن الجُندي، عن ابن هَمّام، عن الحِمْيَري، عن هارون بن مسلم، عنه به.» بينما ذكر أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (ج4، ق1، ص371) أنه «ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به، يكذب على جعفر بن محمد!». بن إليسع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن النبي (ص) قُبضَ وفي هذا الموضع في رأسه ـ يعني وسط الرأس ـ ردع حنّاء.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص621)

«حدّثنا فضل بن عبد الوهاب، قال: حدّثنا شريك عن سُدَير الصيرفي قال: قلتُ لعمر بن علي: كان علي لا يخضب؟ قال: قد خضب من هو خيرٌ من علي، خضب رسول الله (ص).»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص621)

«حدّثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه في قوله ((لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم)) 31 التوبة: 128. يقول: من نكاح لا من سفاح الجاهلية.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص638)

«حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه قال: قال العبّاس: يا رسول الله، إن قريشاً تتلاقى بينها بوجوه لا تلقانا بها، فقال رسول الله (ص): أما إن الايمان لا يدخل أجوافهم حتى يحبّوكم لي.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص640)

«حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي قال: قدم أبو عبيدة بمالٍ من البحرين، فدعا به رسول الله (ص)، فجُعِل في المسجد، وألقى عليه ثوباً، وجعل يعطيه الناس، فأشار إليَّ عمّه العباس أن قم بنا إليه، فقمنا فقلنا: يا رسول الله، أَعطيتَ من هذا المال ولم تُعطنا منه شيئاً؟ قال: إنما هي صدقة، والصدقة أوساخ الناس يتطهّرون بها من ذنوبهم. إن الصدقة لا تحلّ لمحمدٍ ولا لآل محمد. فقمنا فلما ولينا دعانا، فقال: ما ظنّكم بي غداً إذا أحذتُ بباب الجنة، وهل تروني منادياً سواكم، أو مؤثراً عليكم غيركم.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص640)

«حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: كان رسول الله (ص) يقسم الخمس بين بني عبد المطلب وبني عبد يغوث، ثم قسمه أبو بكر عليهم، وهو يسير، ثم قسمه عمر سنتين، ثم كلّم فيه عليّاً عامَ اشتدّت فيه حال المسلمين فقال: أَرفقونا به، فأَرفقه، فلما صار علي إلى منزله أرسل إليه العباس: أعطيتُموه الخمس؟ قال: نعم، قال: أَمَ والله لا يعطيكموه أحد حتى يعطيكموه رجل نبي.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص645)

«حدّثنا القعنبي، عن سليمان بن بلال، عن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن يزيد بن هُرمُز: أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن الخمس لمن هو؟ فكتب إليه ابن عباس: كتبتَ تسألني عن الخمس لمن هو؟ وإنّا نقول هو لنا، فأبى قومنا ذلك علينا.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص650)
[قلتُ: رواها ابن حنبل في مسنده (ج5، ص24) عن محمد بن ميمون الزعفراني عن الإمام الصادق (عليه السلام).]

«حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، قال: حدّثنا عبد الله بن فيروز، قال: حدّثني حصين أبو ساسان ابن [المنذر] 32 إضافة يقتضيها السياق. الرقاشي: أنه سمع علياً يقول: جلد رسول الله (ص) أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص733-734)

«حدّثنا محمد بن حاتم، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن عبد الله الداناج، عن حصين أبي ساسان، عن علي قال: جلد النبي (ص) أربعين، وأبو بكر أربعين، وكملها عمر ثمانين.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص734)

«حدّثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، وأبو حذيفة، قالا: حدّثنا سفيان، عن أبي حَصين 33 هو عثمان بن عاصم بن حَصين المتوفى سنة 128هـ. ، عن عمير بن سعيد، عن علي قال: ما كنتُ مُقيماً حَدّاً على أحد فيموت ما حزّ في نفسي إلا الخمر، فإن رسول الله لم يَسُنَّه.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص734)

«حدّثنا عباس، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن مطرف، قال: أنبأنا عمير بن سعيد النخعي، قال: سمعتُ علياً يقول: أيما رجلٍ جُلِد حدًّا فمات فلا دية له، إلا صاحب الخمر فإنما هو شيء فعلناه.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص734)

«حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: وُلد لي غلام يوم قام عمر، فغدوت عليه فقلتُ له: وُلد لي غلام هذه الليلة، فقال: ممن؟ قلتُ: من التغلبية، قال: فهب لي اسمه، قلتُ: نعم، قال: فقد سمَّيتُه باسمي ونحلته غلامي موركاً ـ قال: وكان نوبياً. قال: فأعتقه عمر بن علي بعد ذلك، فولده اليوم مواليه.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج2، ص755)

«حدّثنا أحمد بن عيسى قال: حدّثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كان للمهاجرين مجلس في المسجد يجلسون فيه، فكان عمر يجلس معهم فيحدّثهم عما ينتهي إليه من أمر الآفاق، فجلس معهم يوماً فقال: ما أدري كيف أصنع بالمجوس؟ فوثب عبد الرحمن بن عوف فقام قائماً فقال: نشهد على رسول الله (ص) لقال: سُنّوا بهم سنّة أهل الكتاب.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج3، ص853)

«حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم قال: سمعتُ علي بن الحسين يحدّث عن مروان بن الحكم قال: شهدتُ عليًّا وعثمان بين مكة والمدينة، فنهى عثمان عن العُمْرَة في أَشْهُر الحجّ، أو أن يجمع بينهما. فلما رأى ذلك عليٌّ أهَلَّ بهما جميعاً، وقال: لبَّيْكَ بعُمْرَةٍ وحجّةٍ معاً، فقال له عثمان: تراني أنهى عن شيء وتفعله؟ فقال: ما كنت لأدَعَ سنة رسول الله (ص) لأحدٍ من الناس.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج3، ص1043)

«وحدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعتُ ........ 34 بياض في الأصل المخطوط، بمقدار ربع سطر. والسياق يقتضي: «سمعتُ سعيد بن المسيّب يحدّث: خرج عليّ للحج ...». وأتاه عثمان بعُسفان، وما اجتمعا بعدَها، فنهى عثمان أن يجمع بينهما ـ يعني الحجّ والعمرة ـ فقال له علي: ما تريدُ إلى شيء فَعَلَه رسول الله (ص) تنهى عنه؟ قال: دَعْ ذا مِنكَ، قال: لا أدَعُك منّي، فلما رأى ذلك علي أهلّ بهما جميعاً.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج3، ص1044)

«حدّثنا عمرو بن قسط قال: حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لَمّا أُلِحَّ عَلى عثمان بالرَّمي أتيتُ عليّاً فقلتُ: يا عمّ أَهْلَكَتْنا الحجارة. فقال: انطلق يا ابن أخي، فخَرَجْتُ وخرجَ معي فلمْ يزل يَرمي معه حتى فَتر منكَباه، ثم قال: يا ابن أخي اجمَع إليك حَشَمَك ومَنْ كان منك بسبيلٍ ثُمّ لِيَكُنْ هذا شَأنُكم.»
(تاريخ المدينة لابن شبّه، ج4، ص1221)

لائحة المصادر
1. ابن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد، الجرح والتعديل، حيدرآباد الدكن: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، 1371هـ / 1952م.
2. ابن حنبل، أحمد بن محمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1421هـ / 2001م.
3. ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت: دار بيروت، 1405هـ / 1985.
4. ابن شبّه، عمر بن زيد، تاريخ المدينة المنورة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، [د. م؛ د. ن؛ د. ت].
5. ابن ماجة، محمد بن يزيد، سُنن، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة: مطبعة دار إحياء الكتب العربية، [د. ت].
6. ابن ماكولا، علي بن هبة الله، الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي، [د. ت].
7. ابن منظور، محمد بن مكرّم، لسان العرب، القاهرة، دار المعارف.
8. ابن النجار، محمد بن محمود، الدّرة الثمينة في أخبار المدينة، تحقيق: صلاح الدين شكر، المدينة المنورة: مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ط1، 1427هـ / 2006م.
9. ابن النديم، محمد بن إسحاق، الفهرست، تهران: دانشگاه تهران.
10. الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، حيدرآباد: مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، ج3، 1341هـ.
11. الحربي، كتاب المناسك وأماكن طرق الحجّ ومعالم الجزيرة، تحقيق: حَمَد الجاسر، الرياض: دار اليمامة، ط2، 1401هـ / 1981م.
12. الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت: دار العلم للملايين، ط15، 2002م.
13. السمهودي، علي بن عبد الله، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، تحقيق: قاسم السامرائي، لندن: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط1، 1422هـ / 2001م.
14. الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، قم: الشريف الرضي، ط1، 1378ش.
15. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، القاهرة: مكتبة ابن تيمية، [د. ت].
16. الطهراني، آقا بزرك، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، قم: اسماعيليان، 1408هـ.
17. الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، المغانم المطابة في معالم طابة، المدينة المنورة: مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، ط1، 1423هـ / 2002م.
18. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي اكبر الغفاري، بيروت: دار صعب ودار التعارف، ط3، 1401هـ.
19. المزّي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال، تحقيق: أحمد علي عبيد وحسن أحمد آغا، بيروت: دار الفكر، ط1، 1414هـ / 1994م.
20. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، بيروت: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، ط1، 1416هـ / 1995م.
21. النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط6، 1418هـ.

مقال منشور في مجلة "ميقات الحج"، العدد 49، بعنوان "مرويّات أهل البيت (ع) من كتب تواريخ المدينة القديمة".

۱. تهذيب الكمال للمزي، ج۱۶، ص۲۰۲-۲۰۵.
۲. الأعلام للزركلي، ج۸، ص۱۴۰.
۳. الإكمال لابن ماكولا، ج۱، ص۲۲۰؛ ج۳، ص۱۷۱.
۴. الذريعة لآقا بزرك الطهراني، ج۲، ص۳۷۸.
۵. وفاء الوفا، ج۱، ص۴۲۴؛ ج۲، ص۱۵۹؛ ج۵، ص۲۷ و۶۱ و۱۰۷.
۶. وفاء الوفا، ج۱، ص۱۵۵ و۴۲۴؛ ج۲، ص۱۶۰ و۲۳۹ و۳۱۴؛ ج۳، ص۲۱۵؛ ج۵، ص۲۹.
۷. وفاء الوفا، ج۵، ص۲۹.
۸. الفهرست لابن النديم، ص۱۲۵.
۹. تهذيب الكمال، ج۱۴، ص۹۱.
۱۰. في المغانم المطابة: "يبني".
۱۱. بين الهلالين إضافة من وفاء الوفا.
۱۲. في المغانم المطابة: "الناس".
۱۳. في وفاء الوفا: "لو أمرتَ من يزيدَ فيه".
۱۴. في وفاء الوفا: "فيه سواري".
۱۵. إضافة من وفاء الوفا.
۱۶. في رواية الكافي للكليني: قدر مربض.
۱۷. بين الهلالين إضافة من وفاء الوفا.
۱۸. ذكر قاسم السامرائي محقق كتاب «وفاء الوفا» في الهامش أن هذا حدث في مكة، اعتماداً على رواية الدارمي في سننه (ج۲، ص۲۵۶) وفيها: «قال: فأمر بها فأُفرغت في البطحاء». ولكن السمهودي علّق على رواية ابن زبالة أن في كتاب الأم للشافعي (ج۱، ص۱۹۹) ما يقتضي تسمية سوق المدينة بالبَطحاء، فقد روى الشافعي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن أبيه أنه قال: «كان رسول الله (ص) يخطب يوم الجمعة، وكان لهم سوق يقال له: البطحاء، كانت بنو سليم يجلبون إليها الخيلَ والإبل والغنم والسمن، فقدموا فخرج إليهم الناسُ...» الحديث.
۱۹. في وفاء الوفا: "ودَعا".
۲۰. وعلّق السمهودي أن ابن زبالة قال عقب إيراد هذا الخبر: «ودار عقيل الموضع الذي دُفِن فيه».
۲۱. كذا في المطبوع من الكتاب، والصحيح: «حتى يبنوا».
۲۲. التوبة: ۱۰۸.
۲۳. التوبة: ۱۰۸.
۲۴. الفَقير هو البئر التي تُغْرَسُ فيها الفَسيلة. وقال الجوهري: حَفيرٌ يُحفَرُ حَوْلَ الفَسيلةِ إذا غُرسَتْ. يُنظَر: لسان العرب لابن منظور، ص۳۴۴۶.
۲۵. بين المعقوفتين إضافة من الطبقات الكبرى لابن سعد (ج۱، ص۴۱۱).
۲۶. في الطبقات لابن سعد: "جليل المُشاش والكَتِد".
۲۷. في الطبقات لابن سعد: "وإذا قام".
۲۸. في الطبقات لابن سعد: "يَنْقَلِعُ".
۲۹. في الطبقات لابن سعد بعد هذه العبارة: «ولا بالعاجز ولا اللئيم».
۳۰. ورد هذا الاسم في المطبوع: «سعدة» تصحيفاً، وما أثبتناه يوافق النسخة المخطوطة للكتاب. وهو مسعدة بن إليسع بن قيس اليشكري الباهلي البصري، من أصحاب الصادق (عليه السلام). قال عنه النجاشي في رجاله (ص۴۱۵): «مسعدة بن اليسع، له كتاب. أخبرنا ابن الجُندي، عن ابن هَمّام، عن الحِمْيَري، عن هارون بن مسلم، عنه به.» بينما ذكر أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل (ج۴، ق۱، ص۳۷۱) أنه «ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به، يكذب على جعفر بن محمد!».
۳۱. التوبة: ۱۲۸.
۳۲. إضافة يقتضيها السياق.
۳۳. هو عثمان بن عاصم بن حَصين المتوفى سنة ۱۲۸هـ.
۳۴. بياض في الأصل المخطوط، بمقدار ربع سطر. والسياق يقتضي: «سمعتُ سعيد بن المسيّب يحدّث: خرج عليّ للحج ...».
ميقات الحج، عدد 49، رجب المرجب 1439هـ
سه شنبه ۱۸ ارديبهشت ۱۳۹۷ ساعت ۱۲:۰۰
نظرات



نمایش ایمیل به مخاطبین





نمایش نظر در سایت